3.9.07

الأمركة: رابع دين غربي عظيم

Americanism: The Fourth Great Western Religion

الأمركة: رابع دين غربي عظيم


المؤلف: ديفيد غيليرنتر
الناشر: Doubleday
تاريخ النشر: 19 يونيو 2007


كتاب "الأمركة: الدين الغربي العظيم الرابع" عبارة عن نقاش حديث ومثير حول المعنى الديني لأمريكا، وتقصي لأسباب مشاعر الحب والكره لهذه العقيدة داخل أمريكا وخارجها. وفيه يشرح المؤلف ديفيد غيليرنتر أستاذ علم الكمبيوتر في جامعة ييل الأمريكية ماذا تعني أمريكا له، إذا يتصورها كفكرة، أو ديانة، أو معتقد، ويبدأ المؤلف تصوره هذا بالتساؤل حول معنى ان تكون منتميا و"معتقدا" بأمريكا؟ ولماذا نتكلم دائما عن أمريكا باعتبارها أمة تملك هدفا ورسالة أسمى وأكبر من غيرها من بقية أمم العالم؟

الأمركة ديانة جذورها صهيونية
ويرى المؤلف ان الليبراليون الحديثون قد أسهبوا كثيرا في الفكرة التي تقول أن أمريكا أنشأت كدولة علمانية، وجعلت للديانة مكانها الخاص في المجال الشخصي للفرد فقط. ولكن غيليرنتر يعارض هذه الفكرة ويؤكد أن أمريكا دولة غير علمانية على الإطلاق، ولكنها عبارة عن فكرة دينية قوية، بل هي ديانة في حد ذاتها. ويطرح هنا فكرته الجديدة حول الدور الذي لعبه الإنجيل - و بخاصة العهد القديم - في تطور الشخصية القومية الخاصة بأمريكا.

ويناقش غيليرنتر أن ما قد أطلقنا عليه اسم "الأمركة" هو في الحقيقة نسخة علمانية من الصهيونية. ويستدرك ليوضح؛ ليس صهيونية اليهود القدماء، لكنها صهيونية المؤسسين المتزمتين الذين نظروا لأنفسهم باعتبارهم الأحفاد الجدد لإسرائيل، والذين خلقوا مدينة "القدس الجديدة" في العالم الحديث. والذين كان لمرتكزاتهم العقدية من قيم الحرية والمساواة والحكم الديمقراطي تأثيرا عظيما على مؤسسي الدولة الأمريكية.

الأمركة عقيدة مسلحة
ويتتبع غيليرنتر تطور الديانة الأمريكية من جذورها الممتدة الى الصهيونية المتزمتة في نيو إنجلاند القرن السابع عشر إلى أن أصبحت الدين القتالي المثالي الذي نراه الآن بوضوح، فالأمركة أصبحت عقيدة مسلحة مخصصة لنشر الحرية حول العالم. أما أهم الشخصيات المركزية التي تداولت هذه العملية هم؛ أبراهام لنكولن، تيدي روزفلت، ودروو ويلسون، الذي رأس علمنة الفكرة الصهيونية الأمريكية في الشكل الذي نعرفه الآن "بالأمركة".

ويستدرك المؤلف موضحا؛ إذا كانت أمريكا دين، فهو دين بدون إله، وهو دين عالمي. والناس الذين يؤمنون بأمريكا يعيشون في أنحاء العالم كافة. ومن ضمن مؤيديه الأناس المضطهدين والمحبين للحرية في كل مكان- من وطنيي الثورات المجرية واليونانية إلى المعارضين الصينيين الساكنين في ميدان تيانانمين، على حد وصف المؤلف.

ويظهر غيليرنتر كذلك أن مناهضة الأمركة، خصوصا النوع الحاقد الذي يوجد اليوم في أوروبا، ما هو إلا رد فعل ضد هذا المفهوم الديني لأمريكا وعلى هؤلاء الذين يؤمنون بالأمركة ويتمسكون بها كدين للسلام والمهادنة.

المؤلف في سطور:
ديفيد غيليرنتر أستاذ علم الكمبيوتر في جامعة ييل الأمريكية، وكبير العلماء في تكنولوجيات عوالم المرآة، ومحرر مشارك في "الويكلي ستاندرد"، وعضو المجلس القومي للفنون. مؤلف لكتب عدة منها؛ "الوحي في الماكينة"، رواية "1939" و"جمال الماكينة" وغيرها، كما كتب لمجوعة آخرى من المنشورات منها؛ "كومنتري" و "آرت نيوز"، و "واشنطن بوست". يعيش غيليرنتر في نيوهيفين، كونيتيكت.

إعداد: أسماء ملكاوي

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

عمل رائع