28.12.06

مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل

Countering Terrorism and WMD: Creating a Global Counter-Terrorism Network
مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل: تأسيس شبكة عالمية لمكافحة الإرهاب


تأليف: مجموعة من المتخصصين
تحرير: بيتر كاتونا وآخرون
الناشر: روتليدج، الطبعة الأولى
تاريخ النشر: 30 ديسمبر 2006


تاريخ الإرهاب ومحاولات مكافحته
يهدف كتاب (مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل) إلى توضيح مدى الحاجة إلى شبكة عالمية لمكافحة الإرهاب، ودراسة كيفية تشكيلها. وكما يرى المؤلفون، فإن العالم يتغير حاليا بشكل متسارع كما لم تشهده عملية التغيير من قبل، وأن المؤسسات العامة والخاصة لا يمكنها أن تبقينا على اطلاع دائم مع النماذج الجديدة التي يخلقها التغيير. ويؤكد الكتاب انه من أجل التعامل مع الجيل الرابع من الحروب اللامتماثلة التي تشكلها الجماعات الإرهابية التي تستخدم الأسلحة العادية وأسلحة الدمار الشامل، فإننا بحاجة الى تشكيل شبكة عالمية جديدة.

ويبين الكتاب أن هناك تاريخ طويل للإرهاب، لكنه أصبح محط اهتمام العالم أجمع نتيجة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية، وما تلاها من هجمات تبنتها جماعة القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية في أماكن مختلفة من العالم امتدت من إندونيسيا إلى تونس وإسبانيا. ومن ثم كان هناك محاولات متعددة لمكافحة ومواجهة هذه الموجات الأخيرة من الإرهاب من ضمنها الحرب التي شنتها أمريكا على أفغانستان والعراق، وإعلان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش "الحرب على الإرهاب" وتأسيس وزارة الأمن القومي الأمريكية، ولجنة 11/9، وما حصل مؤخرا من إلقاء القبض على محمد نعيم نور خان، وأحمد خلفان غيلاني، وعيسى الهندي. وعلى الرغم من هذه الأحداث وما تبعها من ردود فعل مختلفة، فإن المؤلفون يعتقدون أن هناك حاجة لدمج وتوسيع جهود مكافحة الإرهاب من خلال خلق شبكة عالمية لمكافحة الإرهاب على المستويين الرسمي وغير الرسمي.

تكامل التخصصات وتوجيهها لخلق الشبكة
يحتوي هذا الكتاب على مقالات لخبراء من التخصصات كافة، بما فيها الطب الإكلينيكي، والصحة العامة، والاقتصاد، والعلوم السياسية، والسياسة العامة، والقانون، الى جانب المتخصصين في العلوم العسكرية، والسياسية، والمخابرات والإعلام، كل ذلك من أجل خلق التماسك والتوجيه المطلوبين لخلق هذه الشبكة العالمية لمكافحة الارهاب. ويحدد الكتاب طبيعة الشبكة العالمية لمكافحة الارهاب ويبين كيف يمكن تشكيل هذه الشبكة، كما يوفر بعض القواعد والتوجيهات لقياس مدى فاعليتها في المستقبل.

ويوضح الجدول التالي المساهمات المختلفة التي شارك بها مختصين في علوم عدة لاجل إنجاح تأسيس هذه الشبكة العالمية:

عنوان مقالته
المشارك
تقارب وتلاقي الموضوعات الثّقافيّة و السّياسيّة من أجل خلق بيئة الإرهاب للمستقبلية،
ألفين توفلر
التأثير التاريخي للإرهاب، والأوبئة، وأسلحة الدمار الشامل
بيتر كاتونا
شبكات مكافحة الإرهاب في الماضي
ليندسي كلتيربك
التّحذير الاستراتيجيّ المبكّر للجريمة المنظّمة و الإرهاب الدّوليّين
جريج أوهايون ودانييل موريس
استخدام الإرهابيين لأسلحة الدمار الشامل
مايكل انتريليجاتور
وعبدالله طوقان
التهديد والتخطيط في عصر المعلومات
لارس نيكاندر
الأهداف السهلة، "الانتحاريون" والاجراءات المناسبة لمكافحتهم. أين نرسم الخط عندما يكون كل شيء مهدد.
روبرت بنكر
استخدام الارهابيين للتكنولوجيا الحديثة
ابراهام واجنر
. الرّدّ على الإرهاب الدّينيّ على المستوى العالميّ .
مارك جيرجينسميير
الإرهاب في الجزائر : دور المجتمع في مكافحة الإرهاب
أنيلي بوثا
تهديد الإرهاب العالميّ : هل نفوز أو نخسر ؟
باري ديسكر
التوجهات المستقبليّة في مكافحة الإرهاب .
برايان جينكينز
بيئة التهديد الإرهابيّة الجديدة، الاستمرارية والتّغيير في مخابرات مكافحة الإرهاب .
ستيفن سلون
المخابرات المفيدة دعمًا لعمليّات الأمن الدّاخليّ .
العميد والطبيب أنيت سوبل
الإرهاب الّذي يقلّد الدّولة : شكل مختلف جدا، ومتشابك، وموزع، ومدعوم خارجيا للإرهاب في القرن 21
فيليب بوبيت
ما هو الدّور الحالي والمستقبليّ الممكن لتكنولوجيا المعلومات في التصدّي للإرهاب، متضمّنًا بناء شبكة معلومات تعاونيّة و نظام تخيلي؟
نيل بولارد
بناء شبكة مكافحة الإرهاب: منظور دوليّ لدمج المخابرات و تطبيق القانون .
جريج تريفيرتون و جيرمي ويلسون
دمج أمن الإرهاب و الرّدّ عليه .
جون ساليفان

26.12.06

هوغو شافيز: النفط، والسياسة، وتحدي الولايات المتحدة الأميركية

Hugo Chavez: Oil, Politics, and The Challenge to the United States
هوغو شافيز: النفط، والسياسة، وتحدي الولايات المتحدة الأميركية

المؤلف:نيكولاس كوزلوف
الناشر: بلغراف ماكميلان
تاريخ النشر: 7 أغسطس 2006

يقدم الكاتب والمناضل اليساري المناهض للعولمة, نيكولاس كوزلوف في كتابه الجديد سيرة حياة رئيس فنزويلا هوغو شافيز الذي يطمح للحلول محل فيديل كاسترو كزعيم للتيار اليساري في أميركا اللاتينية وكمناهض أساسي للإمبريالية الأميركية.

من هو شافيز ?
ولد عام 1954 في مدينة سابانيتا بفنزويلا. وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه استطاع أن يتوصل إلى رئاسة هذه البلاد عام 1998 وهو لم يتجاوز الرابعة والأربعين بعد. وهذا دليل على مدى جرأته وقوة شخصيته وحسن تخطيطه. وقد ولد هوغو شافيز في عائلة تنتمي إلى البرجوازية الصغيرة لأن والديه كانا معلّمي مدرسة, وهو متزوج وله أربعة أطفال.
ويردف المؤلف قائلا: في عام 1992 نظم شافيز محاولة انقلاب ضد الرئيس كارلوس اندريس بيريز. ولكنه فشل وقبض عليه وأودع في السجن لمدة عامين. وفي عام 1994 انتخب الرئيس الجديد للبلاد رافائيل كالديرا. وقد نفذ ما وعد به أثناء حملته الانتخابية أي إطلاق سراح شافيز من السجن. وما أن استرجع شافيز حريته حتى أسس حزبا سياسيا يدعى الحركة من أجل الجمهورية الخامسة. وعلى رأس هذا الحزب استطاع أن يصل إلى السلطة عن طريق الانتخابات الشرعية بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ وقد كان شعاره أثناء الحملة الانتخابية: "أنا طاعون الأوليغارشية المتسلطة وبطل الفقراء". والأوليغارشية تعني هنا حكم الأقلية ذات الامتيازات والتي تمص دم الشعب. وبالتالي فالرجل كان له برنامجه السياسي ويعرف فعلا ماذا يريد لشعب فنزويلا.‏

فنزويلا: البترول والفقر
ويورد الكتاب أنه على الرغم من أن فنزويلا هي ثالث بلد في العالم كمصدر للبترول إلا أن 80 بالمئة من سكانها يعيشون تحت مستوى عتبة الفقر! وهذا الوضع غريب فعلا وغير مفهوم. ولكن إذا ما نظرنا إلى حقيقة الواقع داخل المجتمع الفنزويلي فهمنا السبب. فهذا المجتمع مقسوم إلى قسمين أساسيين؛ قسم النخبة المترفة المرتبطة بصناعة البترول وطبقة رجال الأعمال ورؤساء الشركات ووسائل الإعلام المحلية. وهذا القسم منظم جيدا ومرتبط بالخارج ومعاد لشافيز ومحب لأميركا, وهو الذي يتمتع بخيرات البلاد وثرواتها. أما القسم الثاني فيشكل أغلبية الشعب الفقير التي رفعت شافيز إلى سدة الحكم. ولهذا السبب فإن الإصلاحات الاقتصادية التي أعلنها كانت تهدف إلى تحسين أوضاع الشعب. ولكن الطبقات العليا المسيطرة أعلنت العداء لها ونظمت إضرابا عاما شلّ البلاد. وعندئذ ألقى شافيز خطابا قال فيه: أن البلاد منخرطة في صراع مرير ما بين الحياة والموت, ما بين الماضي والمستقبل, ما بين القوى الرجعية والقوى التقدمية. ولن تنالوا حقوقكم قبل سحق قوى الباطل والاستعلاء والاستبداد. ثم ترجم شافيز كلامه على أرض الواقع عندما قام بتسريح سبعة مديرين كبار من الشركة الوطنية الفنزويلية للبترول. وقد ساهمت هذه القرارات في زيادة النقمة على الرئيس في الأوساط العليا النافذة. فالأغنياء لا يحبون أن يمس أحد امتيازاتهم ولذلك نظموا انقلابا ضده بتاريخ 12 أبريل من عام 2002. وقد نظمته كوادر الشركة الفنزويلية للبترول ودعم سفارة الولايات المتحدة الأميركية في كاراكاس بمعنى آخر فقد تألبت عليه الطبقة البورجوازية والرأسمالية المرتبطة بالخارج والمعادية للشعب عموما.‏

شافيز وقوى المعارضة
ثم سارت مظاهرة ضخمة بقيادة قوى المعارضة باتجاه القصر الجمهوري, ولكنها اصطدمت أثناء الطريق بمظاهرة مضادة منظمة من قبل أنصار شافيز, وحصلت صدامات عديدة. واستغلت بعض العناصر الفاسدة هذا الجو المضطرب ففتحت النار على الجماهير المحتشدة. وسقط العديد من القتلى والجرحى. وفي المساء وجه القادة العسكريون إنذارا لشافيز لكي يستقيل, فرفض. وهكذا أصبحت البلاد على حافة الحرب الأهلية. وعندئذ قبضوا عليه بالقوة ووضعوا شخصا آخر محله. ولكن لحسن حظ شافيز فإن شعب فنزويلا لم ينسه, فقد نزل إلى الشارع بكل قوته عندما سمع بخبر الانقلاب عليه, وأجبر جميع القادة العسكريين على التراجع. كما وأسقط الرئيس العميل وطالب بإعادة الرئيس الشرعي إلى القصر
الجمهوري. وهكذا تحول هوغو شافيز إلى نوع من كاسترو جديد, ولكن بشكل ديمقراطي هذه المرة لا بشكل شيوعي.‏

سياسة شافيز مع الشعب
ويرى المؤلف أن فقد شافيز اكتسب ثقة الشعب بالفعل لأنه يحب الشعب ويرغب في تحسين أوضاعه الاقتصادية وإخراجه من حالة الفقر المدقع. ومعلوم أن شافيز دعا إلى تحقيق الوحدة مع عدة دول في أميركا اللاتينية ومن بينها البرازيل بزعامة القائد اليساري «لولا». فهو يعلم عليم اليقين أن مستقبل دول أميركا اللاتينية مشترك وأن الولايات المتحدة لن تحترمها إلا إذا توحدت. وأما فيما يخص السياسة الخارجية فإن السمة الأساسية لتحركات شافيز هي العداء الصريح للولايات المتحدة وبوش شخصيا, وهذا ما يقربه من كاسترو.‏
ومعلوم أن شافيز رفع دعوى ضد واشنطن بتهمة مشاركتها بشكل مباشر في انقلاب عام 2002 ضده, فسفارتها تحولت إلى وكر للتآمر والتجسس على البلد المضيف. وكل هدفها هو السيطرة على ثروات فنزويلا, وبخاصة آبار البترول, من أجل تحسين أوضاعها الاقتصادية وإرضاء شركاتها الرأسمالية العابرة للقارات, وهي شركات لا تشبع بطبيعة الحال مهما امتصت من دماء الشعوب.‏

24.12.06

المملكة الأمريكية

America's Kingdom: Mythmaking on the Saudi Oil Frontier
المملكة الأمريكية: صناعة الأسطورة على حدود النفط السعودي

اسم المؤلف: روبرت فيتاليس
الناشر: ستانفورد يونيفرستي برس
تاريخ النشر: الطبعة الأولى 16 أكتوبر 2006


يعيد كتاب "المملكة الأمريكية: صناعة الأسطورة على حدود النفط السعودي" كتابة تاريخ العلاقة الأمريكية- السعودية، ويعرض لهذه العلاقة في إطار أوسع تشمل المصالح الاقتصادية الأمريكية في الخارج. ويقدم نظرة جديدة للدوافع والوسائل التي شكلت هذه العلاقة. فالعلاقات الأمريكية- السعودية مثيرة للجدل على أكثر من صعيد خصوصا مع تزايد موجات الإرهاب في العالم؛ ولكن النفط السعودي وحاجة الولايات المتحدة الأمريكية للطاقة ساهما إلى حد بعيد في صياغة هذا العلاقة الجدلية عبر التاريخ.

"أرامكو" المشروع الأمريكي الأكبر في الخارج
ومقرا بصعوبة التمييز بين الحقائق والأساطير في الحديث عن القضايا الاقتصادية والجيوبوليتيكية ذات العلاقة بالنفط، يكشف روبرت فيتاليس مجموعة من الأساطير التي تحيط بالعلاقة الخاصة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمملكة العربية السعودية في الوقت الحالي والتي يمكن تسميتها "بالاتفاق: النفط مقابل الأمن". مصوبا هدفه نحو الاعتقاد السائد (الأسطورة) منذ وقت طويل بشأن شركة النفط العربية الأمريكية "آرامكو" من إنها صنعت المعجزات في الصحراء. موجها نقدا مبطنا لهذه الشركة ومتهما إياها بالعنصرية.

ويوضح فيتاليس حقيقة أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مدفوعة بحاجتها الحيوية للنفط قد ألحقت شركة "أرامكو" بالمملكة العربية السعودية، وجعلها تقوم بدور المدافع عن السعودية. حيث وافق الرئيس الأمريكي آيزنهاور على تدريب الجيش السعودي، كما أرسل الرئيس جون كنيدي الطائرات لحماية المملكة السعودية والدفاع عنها، مثلما وافق الرئيس جونسون على بيع السعودية الصواريخ المتطورة. ويختصر المؤلف تلك العلاقة بالقول إن النفط وآرامكو أصبحا بسرعة أكبر مشروع أمريكي خاص ووحيد في الخارج.

وروبرت فيتاليس هو أستاذ مشارك للعلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، ومؤلف للعديد من الكتب منها "عندما يتساقط الرأسماليون: صراع الأعمال ونهاية عصر الأمبراطورية في مصر" في عام 1995، وكذلك هو محرر مشارك في كتاب " الحكاية المضادة: التاريخ والمجتمع المعاصر والسياسة في السعودية واليمن" في عام 2004.

"أرامكو" وتاريخ التمييز العنصري
يبدأ الكتاب بعرض العلاقات الأمريكية- السعودية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بدءا بتأسيس نظام "جيم كرو" للتمييز العنصري (قوانين اضطهاد الزنوج) في مخيمات عمال النفط في الظهران، ويذهب المؤلف في كتابه إلى فترة عدم الاستقرار التي سادت بين عامي 1950 و 1960 عندما احتج العمال على التسلسل الهرمي العنصري في مخيمات العمال في شركة "أرامكو" في الوقت الذي استطاع فيه عدد من التقدميين السعوديين تحدي الطبقية والتمييز في سوق النفط العالمية. مشيرا إلى أن هزيمة هذه الفئة وفشلها في تحقيق مطالبها ساهم في تعزيز وتوطيد دعائم "المملكة الأمريكية" تحت مظلة "البيت الفهدي" وحكم آل سعود الذي ما زال مستمرا حتى اليوم.
وكتاب "المملكة الأمريكية" يعتبر قصة ممتعة تغطي حكاية عمرها يمتد زمنيا لأكثر من سبعين عاما وجغرافيا ثلاث قارات، إلى جانب عدد من الشخصيات. ويستند الكتاب في سرده لتاريخ العلاقات الأمريكية- السعودية منذ بدايات تأسيس شركة "أرامكو" لمعلومات موثقة من موظفين كبار في الشركة نفسها ومسؤولين كبار في الحكومة الأمريكية. وهو بذلك يروي القصة الحقيقية للأحداث التي حصلت في حقول النفط السعودية. وبعد هذا الكتاب سيكون على صانعي الأسطورة الخاصة بآرامكو أن يعملوا بجهد أكبر لإعادة صياغة روايتهم عن آرامكو عن كونها شركة سحرية صالحة وذات سمعة عالية تمكنت من صناعة المعجزات!!