24.4.07

مُستهلَك: كيف أفسدت الأسواق الأطفال، وصّغرت البالغين، وابتلعت المواطنين

Consumed: How Markets Corrupt Children, Infantilize Adults, and Swallow Citizens Whole
مُستهلَك: كيف أفسدت الأسواق الأطفال، وصّغرت البالغين، وابتلعت المواطنين


المؤلف: بنيامين باربر
الناشر: دبليو. دبليو. نورتون
تاريخ النشر: الطبعة الأولى - 19 مارس 2007


يعبر بنيامين باربر من خلال كتابه الجديد "مُستهلك" عن خيبة أمله الكبيرة في نتاج الرأسمالية العالمية، فهو يعتبر أفلام هوليوود مجرد كومة من نفايات أفلام الكرتون، وأن الأطفال يتربون على الولع بألعاب الفيديو والوجبات السريعة ويفقدون بذلك المتعة الحقيقية للطفولة، أما الحياة في مجمعات التسوق الكبيرة فهي بلا روح، ويفسر باربر في الجزء الأكبر من هذا الكتاب الكيفية التي وصلت بها الأمور إلى هذا الحد من السوء.


انعدام العدالة العالمية
يقول باربر إن انعدام العدالة العالمية أدى إلى نشوء نوعين من المستهلكين: الفقراء في العالم المتخلف، والذين لديهم احتياجات كبيرة لم تتم تلبيتها ويفتقرون لوسائل تلبية هذه الحاجات، والأغنياء في الدول المتطورة الذين يمتلكون جزءاً كبيرا من الدخل الذي يستطيعون التصرف به ولكنهم في الحقيقة ليس لديهم الكثير من الاحتياجات.
وقد كرس المؤلف جزءا كبيرا من حياته لدراسة تأثير الرأسماليّة والخصخصة والأسواق الاستهلاكية على الأفراد والمجتمعات بشكل عام. وتنطلق نظريته من اعتبار ان ثقافة المستهلك قد حولت البالغين الى أطفال. وأثبت باربر ذلك حيث ان ضرورة السوق قد دربتنا على تقبل الأعمال السهلة ورفض الأعمال المعقدة والشاقة.
وفي الوقت الذي كان فيه الاقتصاد الرأسمالي في مرحلة مبكرة قد بني على أساس بيع البضائع مثل الخشب والقمح التي يحتاج إليها الناس، فإن اقتصاد المستهلك الحالي يحافظ على أرباحه من خلال اختلاق الحاجات وإقناعنا أن هذه الاختراعات الحديثة ضرورية لنا، وقد استطاع اقتصاد المستهلك أن يفعل ذلك من خلال إغراء الراشدين للتصرف وكأنهم مراهقون أو أطفال، وبعبارة أخرى، لكي يضمن السوق بيع المنتجات السطحية، يجب إيجاد ورعاية عقلية دائمة من "أعطني" و"أريد ذلك الشيء الآن".
ويرى باربر أن الرأسمالية يبدو وكأنها "تستهلك نفسها، تاركة الديموقراطية في خطر شديد ومصير المواطن غير مؤكد"، وتساهم الحياة السياسية في زيادة الأمر سوءا من خلال رفع القطاع الخاص فوق القطاع العام وإقناع الناس بأن أي شيء تستطيع الحكومة فعله، يستطيع القطاع الخاص فعله بشكل أفضل.


قوى السوق المدمرة
يعود باربر في كتابه هذا إلى إلقاء الضوء على نماذج متصارعة من الحضارة، ويركز هذه المرة على الطبيعة التوسعية لقوى السوق التي يقول إنها ستدمر ليس الديموقراطية فقط، بل الرأسمالية أيضاً.
ويحذر باربر من أن المجتمع الأمريكي الذي تحكمه بشكل تقليدي نظم المجتمع الليبرالي الديموقراطي تحتله حاليا قوى السوق التي تتخلل كل أساليب الحياة، وفي النهاية يشير الكاتب إلى الكيفية التي يمكن من خلالها للمواطنين أن يقاوموا ويتجاوزوا إلى الانفصام المدني الذي تسبب اقتصاد المستهلك بإصابة مجتمعنا به.

المؤلف في سطور
بنيامين باربر هو أستاذ المجتمع المدني في جامعة ماريلاند الأمريكية، ومنظّر سياسيّ متميّز يكتب منذ سنوات طويلة عن تدهور المجتمع المدنيّ و ما يجب القيام به للمطالبة باستعادته. عمل مستشارا للسياسيين وقادة المجتمع المدني في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بمن فيهم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، ونائب الرئيس آل غور، والسيناتور بيل برادلي، والرئيس الألماني رومان هيرزوغ، إلى جانب العديد من المؤسسات الأمريكية والأوروبية المعروفة.