29.4.07

بلاك ووتر

Blackwater: The Rise of the World's Most Powerful Mercenary Army

بلاك ووتر: ظهور أقوى جيوش المرتزقة في العالم

المؤلف: جيرمي سكاهيل
الناشر: نايشن بوكس
تاريخ النشر: 15 فبراير 2007


يلقي الصحفي سكاهيل في كتابه الضوء على شركة بلاك ووتر الأمريكية والتي كما تصف نفسها بأنها شركة تعهدات الأمن والجيش الخاص. والتي تدين لظهورها، كما يبين في كتابه، إلى ضعف الجيوش الأمريكية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وبازدهارها إلى مرحلة ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبانحدار سمعتها إلى انتشار حقيقية بأنها شركات تجهيز لجيوش المرتزقة الراغبة بفك القيود المفروضة على الأنظمة العسكرية التابعة لسلطات الدولة.

من هي بلاك ووتر؟
يقتفي الكتاب بدايات بلاك ووتر التي نشأت في عام 1996 بهدف تحقيق رؤيتها بفتح مخيم تدريب عسكري خاص من اجل تحقيق الطلب المتوقع للحكومة الأمريكية في الاعتماد على مصادر خارجية في الجيش، ويقدم فرصة للاطلاع على خفايا هذه الشركة الأقوى والأكثر سرية في مجال تأمين مرتزقة الجيش. والتي تقع في ولاية كارولاينا الشمالية، حيث تعتبر شركة الجيش الخاصة الأكثر تطورا ونموا على الأرض، وفيها قوات قادرة على تغيير الأنظمة السياسية عبر العالم. وتؤمن بلاك ووتر الحماية لأبرز موظفي الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وداخل الولايات المتحدة نفسها. تأسست بلاك ووتر على يد ايريك برنس وهو أحد شديدي التطرف اليمينيين المسيحيين، فاحش الثراء الذي خدم في القوة البحرية الأمريكية الخاصة التي تسمى "نيفي سيل"، والمتحدر من سلالة مسيحية يمينية غنية جدا في بلدة هولندا الواقعة في ولاية ميشيغان الأمريكية.

وتعتبر بلاك ووتر "حرس إمبراطوري" للحرب العالمية على الارهاب، بما تمتلكه من قاعدة عسكرية خاصة بها وأسطول سريع الحركة مكون من عشرين ألفاً جندي جاهزين للقتال ولها أكبر قاعدة عسكرية (( قطاع خاص )) في العالم وتملك اسطولاً جويا مكوناً من عشرين طائرة بينها طائرات عمودية مقاتلة.

أين شاركت بلاك ووتر؟
يتتبع الكتاب القصة القاتمة لنهوض جيوش المرتزقة وانتشار عمليات بلاك ووتر في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر، الى مشاركتها في الهجوم الدموي على الفلوجة، والمعارك القوية التي حصلت في النجف معقل مقاتلي مقتدى الصدر الى أعاصير الخليج الأمريكي، وحتى واشنطن دي سي. حيث يقبع رئيسها التنفيذي الذي اصبح يعتبر أحد أبطال الحرب على الارهاب. وللشركة حاليا 2300 مسلح منتشرين حول العالم ففي العراق يؤمّنون الحماية للدبلوماسيين الأميركيين وفي أفغانستان يدربون جنود الحكومة ولهم نشاط في دول بحر قزوين حيث أنشأوا قاعدة قريبة من الحدود الإيرانية. كما تتحفز للعمل في جنوب السودان المسيحي.

إمكانيات بلاك ووتر وأسباب توسعها
ويصف سكاهيل توسع شركة بلاك ووتر التي بدأت بتركيزها في البداية على الوظائف الإدارية والتدريب إلى مرحلة وصولها لأدوار المشاركة في القتال كقوات أمن داخلية في العراق. وقد استشهد بما قاله أحد ممثلي الشركة بأن إمكانيات بلاك ووتر يمكن ن تتوسع بسهولة لتصل إلى مستوى لواء عسكري يشارك في الأغراض الإنسانية، كقوات حفظ السلام، وفي النزاعات الخفيفة.

ويرى الكاتب ان بلاك ووتر وغيرها من الشركات المثيلة ازدهرت ونمت ليس بسبب مكائد المحافظين الجدد ضد الديمقراطية، ولكن بسبب قدرة هذه الشركات على تأمين بدائل قليلة التكلفة نسبيا في بيئات مرتفعة الميزانية، والمرونة في أوقات أصبحت الحرب تتخذ فيها أشكالا متقلبة مع الوقت. ولكن سكاهيل، وبشكل يقبل النقاش، يرفض أن تصبح صورة بلاك ووتر المتصاعدة كأنها الوريث المحترم للعسكرية التقليدية ذات التاريخ الطويل والمشرف.
وفيما ترى الإدارة الأمريكية ان شركة بلاك ووتر هي ثورة في المجال العسكري، يراها لبعض الآخر بأنها ليست إلا تهديد خطير للديمقراطية الأمريكية.

المؤلف في سطور
جيرمي سكاهيل هو صحافي حائز على جائزة بولك للتحقيقات الصحفية، وهو مشارك في مجلة ذي نايشن، ومراسل للراديو الوطني ولبرنامج تلفزيوني يسمى "الديمقراطية الآن". وقد عمل سكاهيل وأرسل تقارير صحافية عديدة من العراق ، ويوغسلافيا السابقة، ونيجيريا. ويعمل حاليا كزميل كاتب في مؤسسة ذي نايشن، ويعتبر كتاب بلاك ووتر أول كتاب له.