26.2.06

المسلم الأبيض

White Muslim : From L.A. to New York...to Jihad?

المسلم الأبيض: من لوس أنجلوس إلى نيويورك... إلى الجهاد

المؤلف: برندان بيرنهارد
دار النشر: ميلفيل هاوس
تاريخ النشر: 15 فبراير 2006


في الصحوة التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، برزت ظاهرة ملغزة وقاسية، اعتنق فيها عدد متزايد من الشباب الأمريكيين البيض، المنتمين إلى الطبقة الوسطى والذين يسكنون في الأحياء الأمريكية، الدين الإسلامي. ويتناول هذا الكتاب "المسلم الأبيض: من لوس أنجلوس إلى نيويورك... إلى الجهاد" تحقيقا مفصلا حول هذه الظاهرة من خلال تناول قصص واقعية لشباب أمريكيين بيض اعتنقوا الإسلام، لا بل إنهم شاركوا في القتال، أو ما أسماه الكاتب الجهاد، في أفغانستان وغيرها من البلاد الإسلامية.

ان ازدياد ظاهرة اعتناق الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر على المستوى العالمي، قادت مراسل صحيفة لوس أنجلوس ويكلي أن يتساءل فيما إذا كانت الهجمات الإرهابية عبارة عن حركة دعائية للإسلام، ويقول في كتابه: "إنه من الواضح أن الإسلام أراد أن يؤسس لنفسه في أمريكا ويحظى بمنزلة متعادلة مع اليهودية والمسيحية" واستشهد للتدليل على فكرته بما سمعه من أحد أئمة المساجد في مدينة نيويورك: "أن الثقافة الحالية هي ثقافة سامة وهدامة،،، وسيقوم الإسلام بإعادة الأمور إلى طبيعتها".

يتحدث الكاتب وهو برندان بيرنهارد الصحفي المميز والمراسل الثقافي في صحيفة نيويورك تايمز ويكلي والذي نال عددا من الجوائز لكتاباته المميزة، عن أحد تلك الحالات والتي تعود للأمريكي الأصل جون ولكر ليند، وهو شاب من كاليفورنيا تم إلقاء القبض عليه وهو يقاتل إلى جانب جماعة الطالبان التي كانت مسيطرة في أفغانستان أعقاب حادثة 11 سبتمبر. ويعتبر هذا الشاب حسب رأي الكاتب مثالاً أو أنموذجاً متطرفاً لشيء أصبح واقعا واسع الانتشار بطريقة مثيرة للدهشة والتأمل.

وفي تحقق صحفي مثير تصدر صفحات لوس أنجلوس ويكلي، قام بيرنهارد بنشر قصة أحد الشباب الأمريكيين البيض الذين اعتنقوا الإسلام وقاتلوا إلى جانب طالبان. وقد نال بيرنهارد تكريما صحفيا على هذا العمل المميز، وقام بنشرة بعد ذلك على هيئة كتاب.
ويدور الحديث في كتابه حول هذه الظاهرة مركزا على قصة "تشارلز فنسنت" الشاب الأنيق من ضواحي لوس أنجلوس المتهرب من الخدمة العسكرية، والذي تأثر كثيرا بمأساة الحادي عشر من سبتمبر، بما جعله يرحل إلى نيويورك ويعتنق الإسلام، ويرتدي ثوبا أبيضا، ويعمل سائقا لسيارة أجرة، ويدرس الكتب عن الجهاد وفكر الجماعة السنية.

وفي سبيل معرفة تفاصيل حياة هؤلاء وطريقة عيشهم، فقد رافق الكاتب بيرنهارد هذا الشاب وغيره لفترة طويلة، كما تجول مع تشارلز في سيارته الأجرة في شوارع نيويورك، كما رافقه إلى صلوات الجماعة في مسجدين مكتظين بالمصلين في مكانين مختلفين من مدينة نيويورك. كما قابل أصدقاء تشارلز وأسرته وتكلم مع معلميه.

ويقول الكاتب أن تشارلز ليس حالة واحدة وإنما هو فرد من مجموعة كبيرة من الشبان الذين التقاهم في لقاءات ودروس اعتناق الدين الإسلامي، وغيرهم من الذين تكلم معهم من المعتنقين للإسلام بطريقة يصفها بالغريبة أو المدهشة. وقد وصف الكاتب صلوات الجمعة ولقاءات المصلين وقدم وصفا لأئمة المساجد. كما تحدث إلى عدد كبير ومتنوع من الخبراء والأكاديميين والسياسيين، وتعلم أكثر حول الدعم والتعزيز النفسي لهذه الحركة من اعتناق الإسلام والتي يرى الكاتب أنها تتحرك في أوروبا كذلك على نفس الوتيرة.

وفي إجابته على السؤال المطروح؛ هل ثمة شيء نخشاه من هذه الظاهرة؟ أشار بيرنهارد إلى أن ما توصل إليه في كتابه أكبر بكثير من مجرد قصة أحد الشبان، ولكنها دراسة محكمة لثقافة خاصة فاتنة تنتشر وتنمو يوما بعد يوم. وقد وصفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز كتاب "المسلم الأبيض" بأنه ممتاز ورائع، سيكون كتابا سيئا جدا وسهلا جدا لاستخدامه كوقود في إشعال هستيريا العداء للإسلام، بدل كونه مفتاحا لفهم دوافع الرجال والنساء من ديانات أخرى لاعتناق الإسلام.