28.12.06

مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل

Countering Terrorism and WMD: Creating a Global Counter-Terrorism Network
مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل: تأسيس شبكة عالمية لمكافحة الإرهاب


تأليف: مجموعة من المتخصصين
تحرير: بيتر كاتونا وآخرون
الناشر: روتليدج، الطبعة الأولى
تاريخ النشر: 30 ديسمبر 2006


تاريخ الإرهاب ومحاولات مكافحته
يهدف كتاب (مكافحة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل) إلى توضيح مدى الحاجة إلى شبكة عالمية لمكافحة الإرهاب، ودراسة كيفية تشكيلها. وكما يرى المؤلفون، فإن العالم يتغير حاليا بشكل متسارع كما لم تشهده عملية التغيير من قبل، وأن المؤسسات العامة والخاصة لا يمكنها أن تبقينا على اطلاع دائم مع النماذج الجديدة التي يخلقها التغيير. ويؤكد الكتاب انه من أجل التعامل مع الجيل الرابع من الحروب اللامتماثلة التي تشكلها الجماعات الإرهابية التي تستخدم الأسلحة العادية وأسلحة الدمار الشامل، فإننا بحاجة الى تشكيل شبكة عالمية جديدة.

ويبين الكتاب أن هناك تاريخ طويل للإرهاب، لكنه أصبح محط اهتمام العالم أجمع نتيجة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية، وما تلاها من هجمات تبنتها جماعة القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية في أماكن مختلفة من العالم امتدت من إندونيسيا إلى تونس وإسبانيا. ومن ثم كان هناك محاولات متعددة لمكافحة ومواجهة هذه الموجات الأخيرة من الإرهاب من ضمنها الحرب التي شنتها أمريكا على أفغانستان والعراق، وإعلان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش "الحرب على الإرهاب" وتأسيس وزارة الأمن القومي الأمريكية، ولجنة 11/9، وما حصل مؤخرا من إلقاء القبض على محمد نعيم نور خان، وأحمد خلفان غيلاني، وعيسى الهندي. وعلى الرغم من هذه الأحداث وما تبعها من ردود فعل مختلفة، فإن المؤلفون يعتقدون أن هناك حاجة لدمج وتوسيع جهود مكافحة الإرهاب من خلال خلق شبكة عالمية لمكافحة الإرهاب على المستويين الرسمي وغير الرسمي.

تكامل التخصصات وتوجيهها لخلق الشبكة
يحتوي هذا الكتاب على مقالات لخبراء من التخصصات كافة، بما فيها الطب الإكلينيكي، والصحة العامة، والاقتصاد، والعلوم السياسية، والسياسة العامة، والقانون، الى جانب المتخصصين في العلوم العسكرية، والسياسية، والمخابرات والإعلام، كل ذلك من أجل خلق التماسك والتوجيه المطلوبين لخلق هذه الشبكة العالمية لمكافحة الارهاب. ويحدد الكتاب طبيعة الشبكة العالمية لمكافحة الارهاب ويبين كيف يمكن تشكيل هذه الشبكة، كما يوفر بعض القواعد والتوجيهات لقياس مدى فاعليتها في المستقبل.

ويوضح الجدول التالي المساهمات المختلفة التي شارك بها مختصين في علوم عدة لاجل إنجاح تأسيس هذه الشبكة العالمية:

عنوان مقالته
المشارك
تقارب وتلاقي الموضوعات الثّقافيّة و السّياسيّة من أجل خلق بيئة الإرهاب للمستقبلية،
ألفين توفلر
التأثير التاريخي للإرهاب، والأوبئة، وأسلحة الدمار الشامل
بيتر كاتونا
شبكات مكافحة الإرهاب في الماضي
ليندسي كلتيربك
التّحذير الاستراتيجيّ المبكّر للجريمة المنظّمة و الإرهاب الدّوليّين
جريج أوهايون ودانييل موريس
استخدام الإرهابيين لأسلحة الدمار الشامل
مايكل انتريليجاتور
وعبدالله طوقان
التهديد والتخطيط في عصر المعلومات
لارس نيكاندر
الأهداف السهلة، "الانتحاريون" والاجراءات المناسبة لمكافحتهم. أين نرسم الخط عندما يكون كل شيء مهدد.
روبرت بنكر
استخدام الارهابيين للتكنولوجيا الحديثة
ابراهام واجنر
. الرّدّ على الإرهاب الدّينيّ على المستوى العالميّ .
مارك جيرجينسميير
الإرهاب في الجزائر : دور المجتمع في مكافحة الإرهاب
أنيلي بوثا
تهديد الإرهاب العالميّ : هل نفوز أو نخسر ؟
باري ديسكر
التوجهات المستقبليّة في مكافحة الإرهاب .
برايان جينكينز
بيئة التهديد الإرهابيّة الجديدة، الاستمرارية والتّغيير في مخابرات مكافحة الإرهاب .
ستيفن سلون
المخابرات المفيدة دعمًا لعمليّات الأمن الدّاخليّ .
العميد والطبيب أنيت سوبل
الإرهاب الّذي يقلّد الدّولة : شكل مختلف جدا، ومتشابك، وموزع، ومدعوم خارجيا للإرهاب في القرن 21
فيليب بوبيت
ما هو الدّور الحالي والمستقبليّ الممكن لتكنولوجيا المعلومات في التصدّي للإرهاب، متضمّنًا بناء شبكة معلومات تعاونيّة و نظام تخيلي؟
نيل بولارد
بناء شبكة مكافحة الإرهاب: منظور دوليّ لدمج المخابرات و تطبيق القانون .
جريج تريفيرتون و جيرمي ويلسون
دمج أمن الإرهاب و الرّدّ عليه .
جون ساليفان

26.12.06

هوغو شافيز: النفط، والسياسة، وتحدي الولايات المتحدة الأميركية

Hugo Chavez: Oil, Politics, and The Challenge to the United States
هوغو شافيز: النفط، والسياسة، وتحدي الولايات المتحدة الأميركية

المؤلف:نيكولاس كوزلوف
الناشر: بلغراف ماكميلان
تاريخ النشر: 7 أغسطس 2006

يقدم الكاتب والمناضل اليساري المناهض للعولمة, نيكولاس كوزلوف في كتابه الجديد سيرة حياة رئيس فنزويلا هوغو شافيز الذي يطمح للحلول محل فيديل كاسترو كزعيم للتيار اليساري في أميركا اللاتينية وكمناهض أساسي للإمبريالية الأميركية.

من هو شافيز ?
ولد عام 1954 في مدينة سابانيتا بفنزويلا. وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه استطاع أن يتوصل إلى رئاسة هذه البلاد عام 1998 وهو لم يتجاوز الرابعة والأربعين بعد. وهذا دليل على مدى جرأته وقوة شخصيته وحسن تخطيطه. وقد ولد هوغو شافيز في عائلة تنتمي إلى البرجوازية الصغيرة لأن والديه كانا معلّمي مدرسة, وهو متزوج وله أربعة أطفال.
ويردف المؤلف قائلا: في عام 1992 نظم شافيز محاولة انقلاب ضد الرئيس كارلوس اندريس بيريز. ولكنه فشل وقبض عليه وأودع في السجن لمدة عامين. وفي عام 1994 انتخب الرئيس الجديد للبلاد رافائيل كالديرا. وقد نفذ ما وعد به أثناء حملته الانتخابية أي إطلاق سراح شافيز من السجن. وما أن استرجع شافيز حريته حتى أسس حزبا سياسيا يدعى الحركة من أجل الجمهورية الخامسة. وعلى رأس هذا الحزب استطاع أن يصل إلى السلطة عن طريق الانتخابات الشرعية بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ وقد كان شعاره أثناء الحملة الانتخابية: "أنا طاعون الأوليغارشية المتسلطة وبطل الفقراء". والأوليغارشية تعني هنا حكم الأقلية ذات الامتيازات والتي تمص دم الشعب. وبالتالي فالرجل كان له برنامجه السياسي ويعرف فعلا ماذا يريد لشعب فنزويلا.‏

فنزويلا: البترول والفقر
ويورد الكتاب أنه على الرغم من أن فنزويلا هي ثالث بلد في العالم كمصدر للبترول إلا أن 80 بالمئة من سكانها يعيشون تحت مستوى عتبة الفقر! وهذا الوضع غريب فعلا وغير مفهوم. ولكن إذا ما نظرنا إلى حقيقة الواقع داخل المجتمع الفنزويلي فهمنا السبب. فهذا المجتمع مقسوم إلى قسمين أساسيين؛ قسم النخبة المترفة المرتبطة بصناعة البترول وطبقة رجال الأعمال ورؤساء الشركات ووسائل الإعلام المحلية. وهذا القسم منظم جيدا ومرتبط بالخارج ومعاد لشافيز ومحب لأميركا, وهو الذي يتمتع بخيرات البلاد وثرواتها. أما القسم الثاني فيشكل أغلبية الشعب الفقير التي رفعت شافيز إلى سدة الحكم. ولهذا السبب فإن الإصلاحات الاقتصادية التي أعلنها كانت تهدف إلى تحسين أوضاع الشعب. ولكن الطبقات العليا المسيطرة أعلنت العداء لها ونظمت إضرابا عاما شلّ البلاد. وعندئذ ألقى شافيز خطابا قال فيه: أن البلاد منخرطة في صراع مرير ما بين الحياة والموت, ما بين الماضي والمستقبل, ما بين القوى الرجعية والقوى التقدمية. ولن تنالوا حقوقكم قبل سحق قوى الباطل والاستعلاء والاستبداد. ثم ترجم شافيز كلامه على أرض الواقع عندما قام بتسريح سبعة مديرين كبار من الشركة الوطنية الفنزويلية للبترول. وقد ساهمت هذه القرارات في زيادة النقمة على الرئيس في الأوساط العليا النافذة. فالأغنياء لا يحبون أن يمس أحد امتيازاتهم ولذلك نظموا انقلابا ضده بتاريخ 12 أبريل من عام 2002. وقد نظمته كوادر الشركة الفنزويلية للبترول ودعم سفارة الولايات المتحدة الأميركية في كاراكاس بمعنى آخر فقد تألبت عليه الطبقة البورجوازية والرأسمالية المرتبطة بالخارج والمعادية للشعب عموما.‏

شافيز وقوى المعارضة
ثم سارت مظاهرة ضخمة بقيادة قوى المعارضة باتجاه القصر الجمهوري, ولكنها اصطدمت أثناء الطريق بمظاهرة مضادة منظمة من قبل أنصار شافيز, وحصلت صدامات عديدة. واستغلت بعض العناصر الفاسدة هذا الجو المضطرب ففتحت النار على الجماهير المحتشدة. وسقط العديد من القتلى والجرحى. وفي المساء وجه القادة العسكريون إنذارا لشافيز لكي يستقيل, فرفض. وهكذا أصبحت البلاد على حافة الحرب الأهلية. وعندئذ قبضوا عليه بالقوة ووضعوا شخصا آخر محله. ولكن لحسن حظ شافيز فإن شعب فنزويلا لم ينسه, فقد نزل إلى الشارع بكل قوته عندما سمع بخبر الانقلاب عليه, وأجبر جميع القادة العسكريين على التراجع. كما وأسقط الرئيس العميل وطالب بإعادة الرئيس الشرعي إلى القصر
الجمهوري. وهكذا تحول هوغو شافيز إلى نوع من كاسترو جديد, ولكن بشكل ديمقراطي هذه المرة لا بشكل شيوعي.‏

سياسة شافيز مع الشعب
ويرى المؤلف أن فقد شافيز اكتسب ثقة الشعب بالفعل لأنه يحب الشعب ويرغب في تحسين أوضاعه الاقتصادية وإخراجه من حالة الفقر المدقع. ومعلوم أن شافيز دعا إلى تحقيق الوحدة مع عدة دول في أميركا اللاتينية ومن بينها البرازيل بزعامة القائد اليساري «لولا». فهو يعلم عليم اليقين أن مستقبل دول أميركا اللاتينية مشترك وأن الولايات المتحدة لن تحترمها إلا إذا توحدت. وأما فيما يخص السياسة الخارجية فإن السمة الأساسية لتحركات شافيز هي العداء الصريح للولايات المتحدة وبوش شخصيا, وهذا ما يقربه من كاسترو.‏
ومعلوم أن شافيز رفع دعوى ضد واشنطن بتهمة مشاركتها بشكل مباشر في انقلاب عام 2002 ضده, فسفارتها تحولت إلى وكر للتآمر والتجسس على البلد المضيف. وكل هدفها هو السيطرة على ثروات فنزويلا, وبخاصة آبار البترول, من أجل تحسين أوضاعها الاقتصادية وإرضاء شركاتها الرأسمالية العابرة للقارات, وهي شركات لا تشبع بطبيعة الحال مهما امتصت من دماء الشعوب.‏

24.12.06

المملكة الأمريكية

America's Kingdom: Mythmaking on the Saudi Oil Frontier
المملكة الأمريكية: صناعة الأسطورة على حدود النفط السعودي

اسم المؤلف: روبرت فيتاليس
الناشر: ستانفورد يونيفرستي برس
تاريخ النشر: الطبعة الأولى 16 أكتوبر 2006


يعيد كتاب "المملكة الأمريكية: صناعة الأسطورة على حدود النفط السعودي" كتابة تاريخ العلاقة الأمريكية- السعودية، ويعرض لهذه العلاقة في إطار أوسع تشمل المصالح الاقتصادية الأمريكية في الخارج. ويقدم نظرة جديدة للدوافع والوسائل التي شكلت هذه العلاقة. فالعلاقات الأمريكية- السعودية مثيرة للجدل على أكثر من صعيد خصوصا مع تزايد موجات الإرهاب في العالم؛ ولكن النفط السعودي وحاجة الولايات المتحدة الأمريكية للطاقة ساهما إلى حد بعيد في صياغة هذا العلاقة الجدلية عبر التاريخ.

"أرامكو" المشروع الأمريكي الأكبر في الخارج
ومقرا بصعوبة التمييز بين الحقائق والأساطير في الحديث عن القضايا الاقتصادية والجيوبوليتيكية ذات العلاقة بالنفط، يكشف روبرت فيتاليس مجموعة من الأساطير التي تحيط بالعلاقة الخاصة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمملكة العربية السعودية في الوقت الحالي والتي يمكن تسميتها "بالاتفاق: النفط مقابل الأمن". مصوبا هدفه نحو الاعتقاد السائد (الأسطورة) منذ وقت طويل بشأن شركة النفط العربية الأمريكية "آرامكو" من إنها صنعت المعجزات في الصحراء. موجها نقدا مبطنا لهذه الشركة ومتهما إياها بالعنصرية.

ويوضح فيتاليس حقيقة أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مدفوعة بحاجتها الحيوية للنفط قد ألحقت شركة "أرامكو" بالمملكة العربية السعودية، وجعلها تقوم بدور المدافع عن السعودية. حيث وافق الرئيس الأمريكي آيزنهاور على تدريب الجيش السعودي، كما أرسل الرئيس جون كنيدي الطائرات لحماية المملكة السعودية والدفاع عنها، مثلما وافق الرئيس جونسون على بيع السعودية الصواريخ المتطورة. ويختصر المؤلف تلك العلاقة بالقول إن النفط وآرامكو أصبحا بسرعة أكبر مشروع أمريكي خاص ووحيد في الخارج.

وروبرت فيتاليس هو أستاذ مشارك للعلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، ومؤلف للعديد من الكتب منها "عندما يتساقط الرأسماليون: صراع الأعمال ونهاية عصر الأمبراطورية في مصر" في عام 1995، وكذلك هو محرر مشارك في كتاب " الحكاية المضادة: التاريخ والمجتمع المعاصر والسياسة في السعودية واليمن" في عام 2004.

"أرامكو" وتاريخ التمييز العنصري
يبدأ الكتاب بعرض العلاقات الأمريكية- السعودية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بدءا بتأسيس نظام "جيم كرو" للتمييز العنصري (قوانين اضطهاد الزنوج) في مخيمات عمال النفط في الظهران، ويذهب المؤلف في كتابه إلى فترة عدم الاستقرار التي سادت بين عامي 1950 و 1960 عندما احتج العمال على التسلسل الهرمي العنصري في مخيمات العمال في شركة "أرامكو" في الوقت الذي استطاع فيه عدد من التقدميين السعوديين تحدي الطبقية والتمييز في سوق النفط العالمية. مشيرا إلى أن هزيمة هذه الفئة وفشلها في تحقيق مطالبها ساهم في تعزيز وتوطيد دعائم "المملكة الأمريكية" تحت مظلة "البيت الفهدي" وحكم آل سعود الذي ما زال مستمرا حتى اليوم.
وكتاب "المملكة الأمريكية" يعتبر قصة ممتعة تغطي حكاية عمرها يمتد زمنيا لأكثر من سبعين عاما وجغرافيا ثلاث قارات، إلى جانب عدد من الشخصيات. ويستند الكتاب في سرده لتاريخ العلاقات الأمريكية- السعودية منذ بدايات تأسيس شركة "أرامكو" لمعلومات موثقة من موظفين كبار في الشركة نفسها ومسؤولين كبار في الحكومة الأمريكية. وهو بذلك يروي القصة الحقيقية للأحداث التي حصلت في حقول النفط السعودية. وبعد هذا الكتاب سيكون على صانعي الأسطورة الخاصة بآرامكو أن يعملوا بجهد أكبر لإعادة صياغة روايتهم عن آرامكو عن كونها شركة سحرية صالحة وذات سمعة عالية تمكنت من صناعة المعجزات!!

12.12.06

لن يحدث مرة أخرى أبدا

Never Again: Securing America and Restoring Justice

لن يحدث مرة أخرى أبدا: تأمين أميركا وترميم العدالة

المؤلف: جون آشكروفت
الناشر: سنتر ستريت
تاريخ النشر: 3 أكتوبر 2006


في كتابه الجديد، يتحدث جون أشكروفت عن الأحداث التّاريخية الّتي حدثت أثناء فترة حكمه بما فيها أكبر هجوم إرهابي حصل في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها؛ فقد عمل آشكروفت وزيرا للعدل خلال فترة حاسمة وهامة من تاريخ الولايات المتحدة، وفي كتابه يشرح كيف واجه وتعامل مع أكثر القضايا القيادية تحديا.

ويقدم آشكروفت نفسه للقراء بعيدا على منصبه الهام. ويتحدث عن الأخطار الداخلية التي تواجه الولايات المتحدة وتلك التي تشكلها قوى خارجية. ويشرح ما قام به من خلال موقعه لإصلاح الخروق الخطيرة في أمن الولايات المتحدة. ويقدم الكتاب الآراء الخاصة به حول كيف يمكن جعل أمريكا بلدا آمنا. كما أعاد الى الأذهان اللحظات الرهيبة لأحداث 11 سبتمبر 2001 وما تلاها، عندما كان عليه التحرك بسرعة وصواب للتأكد من أن الإرهابيين لن يتمكنوا من القيام بعل إرهابي آخر ضد المدنيين الأمريكيين.

المواطن القطري المصنف كـ "مقاتل عدو"
وكأول تصريح أميركي عن طبيعة الاشتباه الموجه للمواطن القطري المصنف كـ«مقاتل عدو» علي صالح كحلة المري من دون أن يعرف ما هو التهديد الذي كان يشكله على الأمن القومي الأميركي؛ يورد آشكروفت، في كتابه إن المري، كان مشاركا في خطة لتفجير بعض المباني في الغرب الأميركي، من بينها أعلى ناطحة سحاب في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا. واعتمد آشكروفت في معلوماته هذه على نتائج استجواب خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من (أيلول) سبتمبر 2001، الذي يقول عنه آشكروفت إنه خطط للاستعانة بالمري في تسهيل الموجة الثانية من هجمات مفترضة على الساحل الغربي الأميركي بعد هجمات سبتمبر مباشرة.


كما كشف آشكروفت في كتابه كثيرا من الحقائق وعرض مجموعة من المعلومات تتعلق بما يلي:
· تحركاته القوية للقبض على أكبر عدد من الإرهابيين بعد 11 سبتمبر، وكيف نجح في ذلك رغم الانتقادات التي كان يوجهها له اليسار.
· قانون باتريوت آكت: ولماذا كان منسجما مع الدستور الأمريكي، وكيف عملت مؤسسات الإعلام تشويهه وعرضه بطريقة خاطئة.
· أهمية تحذير السكان من خطر الارهاب، وكيف يمكن التنبؤ بأحداث إرهابية في المستقبل.
· الحائط الهدام والمزاجي بين أقسام وكالات الاستخبارات الأمريكية، الذي منعهم من مشاركة المعلومات، وكيف استطاع آشكروفت هدم هذا الجدار في عهده.
· لماذا غابت أي محاولات للقضاء على القاعدة قبل 11/9 رغم وجود معلومات وتحذيرات أكدتها مجلس الأمن القومي في عام 2000.
· تصرفات لجنة 11 سبتمبر غير المسؤولة ورد فعل آشكروفت السريع تجاه هذا الأمر.
· في قضية تيموثي مكفياي: يتحدث الكتاب عن كيف أفسد مكتب التحقيقات الفيدرالي أحد أبرز القضايا في تاريخه.
· قضية تجسس روبرت هانسن: وكيف تأكد آشكروفت أن تسرب المعلومات الخطيرة ورفيعة المستوى إلى أعداء أمريكا لن يتكرر أبدا.
· حادثة حضور دراسة الإنجيل والصلوات الصباحية لبعض أعضاء من موظفيه وكيف استخدم الإعلام هذه الحادثة لتلطيخ سمعته.
· لماذا يعتقد آشكروفت أن اعتقال مقاتلي العدو بانتظار النتيجة النهائية للنزاع عنصر أساسي ومهم لاستراتيجية الدفاع الفاعلة.
· كيف ساعدت سياسات وزارة العدل الأمريكية لمحاربة الإرهاب التي اتبعها آشكروفت في الكشف عن محاولات هجوم أخرى على أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر. ولماذا ستعاني الولايات المتحدة على وجه التأكيد مزيدا من الهجمات الإرهابية، وما الذي يمكن عمله للحفاظ على أمن البلاد.

7.12.06

ثمانية طرق لإدارة الدولة

Eight Ways to Run the Country: A New and Revealing Look at Left and Right
ثمانية طرق لإدارة الدولة: نظرة جديدة وموحيه لليمين واليسار

المؤلف: بريان باتريك ميتشيل
الناشر: Praeger Publishers
تاريخ النشر: 30 نوفمبر 2006


أمريكا بلد منقسم كثيرا و ليست فقط يمين ويسار
تتنافس الأحزاب السياسية في محاولات لجعل المواطن – الناخب- يختار بين اليسار واليمين، الأحمر والأزرق، نحن وهم، ولكن الحقيقة، كما يراها مؤلف الكتاب، هي ان الولايات المتحدة الأمريكية بلد منقسم جدا وبأكثر من طريقة، وأن الناخب الذكي، والسياسي الذكي كذلك عليه أن يفهم الأمور بطريقة منطقية وعميقة أكثر. وهذا الكتاب يشرح النظرية السياسية التقليدية موفرا بذلك نظرة عميقة للماضي السياسي الأمريكي واختلافات الحاضر.

يعرف كتاب " ثمانية طرق لإدارة الدولة" مفهوم اليمين واليسار في الحياة السياسية الأمريكية دون الذهاب بعيدا باتجاه أي منهما مضيفا بعدا جديدا. ويعرض لمجموعة المحافظين الجدد واضعا إياها في سياقها التاريخي، حيث يكشف المؤلف النقاب عن الأشياء المشتركة بينهم وبين باقي المحافظين وكيف أن اختلافاتهم شكلت تغييرا في شخصية اليمين. وهو كذلك يعرض لتعريف الشخص أو الاتجاه المستقل، وهو الشخص غير المؤدلج. كما يقدم الكتاب تعريفا هو الأفضل لمبادئ حزب الشعب الأمريكي. ويربط الإرث السياسي لمؤسسي الولايات المتحدة الأمريكي للوضع السياسي الحالي في أمريكا.

أربعة تقاليد سياسية وثمانية أيدلوجيات معاصرة
يحدد كتاب "ثمانية طرق لإدارة الدولة" أربعة تقاليد رئيسة في التجربة السياسية الأمريكية وهذه التقاليد هي كما يراها المؤلف:
أولا: دستورية الجمهوريين ونقل السلطة والالتزام بالقيم التقليدية
ثانيا: فردية الليبراليين والالتزام بالحرية الشخصية واحترام الممتلكات الخاصة
ثالثا: الديمقراطية التقدمية التي تركز على سيادة الشعب والتجديد الاجتماعي
رابعا: حكومة طبقة الأثرياء التي تدافع عن المصالح التجارية والسلطة الوطنية

ومن هذه التقاليد الرئيسة الأربعة يمضي المؤلف مستنبطا ثمانية أيدلوجيات واتجاهات حديثة في الحياة السياسية المعاصرة في الولايات المتحدة الأمريكية هي الاجتماعيين، التقدميين ، الراديكاليين، أنصار المذهب الفردي، وأربعة فرق مختلفة من المحافظين. وقد عمد المؤلف إلى استخدام الألوان والسرد الأدبي وأفراد مشهورين لتوضيح كل واحدة من هذه الأيدلوجيات الثمانية بشكل كامل. كما استخدم لغة المحادثة اليومية. فكانت النتيجة دراسة ممتعة وعميقة تتضمن تقييما لكل من الأيدلوجيات الثمانية, وأوجه قوتها وضعفها، وبشكل قد يغير الطريقة التي يفكر فيها الفرد حيال السياسة والسياسيين في الولايات المتحدة الأمريكية.

المؤلف في سطور
بريان باتريك ميتشيل هو رئيس مكتب صحيفة واشنطن للاستثمار والأعمال وهو محرر ومراسل صحفي قدير يتمتع بخبرة عالية وقد ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية ومن ضمنها، " واجه الأمة" و "لاري كينغ لايف" و " تودي كروس فاير" وغيرها. واستضافته العديد من الجامعات الأمريكية كمتحدث رئيس ومنها جامعة بنسلفانيا والجامعة الأمريكية الكاثوليكية.

26.11.06

النفط في مياه مضطربة


النفط في مياه مضطربة : حروب الخليج من 1980- 1991

Oil On Troubled Waters : Gulf Wars, 1980-91


المؤلف: جون كريجون
الناشر ساقي بوكس
تاريخ النشر: سبتمبر 2006

الحروب والنفط: علاقة لا فكاك منها
يرتبط النفط بالحروب بعلاقة جدلية لا فكاك منها ، فكلما لاحت في أفق الخليج العربي نذر حرب جديدة برز النفط كأول المتأثرين بذلك، فتبدأ أسعاره بالارتفاع ويبدأ الحديث عن أمن الطاقة والاقتصاد العالمي. ومن بين الأدبيات العديدة التي تناولت هذا الموضوع يبرز كتاب "النفط في مياه مضطربة: حروب الخليج من 1980- 1991" لمؤلفه جون كريجون. وهو طبعة حديثة لنفس العنوان الذي صدر عام 2001.

درس جون كريجون التاريخ في جامعة كادمبردج قبل أن يدرس اللغة العربية في مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية في لبنان. كما أكمل دراساته العليا في كلية لندن للدراسات الشرقية والإفريقية "ساوس" - جامعة لندن. عاش سنوات عديدة في الخليج وإيران والعراق والمملكة العربية السعودية حيث شارك في العمل على تطوير مشاريع كبرى تابعة لشركات نفط محلية وغربية, ومنذ مغادرته بغداد عام 1983 يعمل جون كريجون كباحث ومستشار في شؤون الشرق الأوسط.

وبعين الخبير في قضايا الشرق الأوسط يناقش كريجون بكل اهتمام الحرب العراقية الإيرانية والنزاعات التي تلتها في منطقة الخليج العربي ليثبت أهمية عنصر النفط وصناعة البترول الدولية. ويقدم كريجون ذلك من خلال عرضه لأحداث التاريخ الطويل من الصراع بين العراق وإيران قبل تؤدي بهما إلى اشتعال الحرب العراقية- الإيرانية في مطلع الثمانينيات من القرن العشرين. كما يحلل الكاتب المجتمع الداخلي للدولتين الجارتين ويستعرض واقع مواردهما البشرية والاقتصادية والعسكرية عند اندلاع الحرب بينهما عام 1980. مستنتجا وكاشفا النقاب عن حقيقة أن مبررات كل من الاتفاق والخلاف كانت موجودة بين العراق وإيران.

عوامل مؤثرة في الحرب
أما الفصول التالية من الكتاب فقد خصصها المؤلف للحديث عن أطراف أخرى محايدة فيما يتعلق بالحرب ولكنها هامة جدا من حيث التأثير في مجرى الأحداث، إذ إن مصالحها الاستراتيجية تكمن في الحفاظ على أمن واستقرار الخليج، ومن هذه الأطراف: الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفيتي، وكبار مستهلي النفط في العالم، فضلا عن الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

كما استعرض المؤلف التطورات والعوامل المتداخلة في منطقة الشرق الأوسط والتي لها تأثير مباشر على الصراع الدائر بين العراق وإيران، ومن بين هذه العوامل: التنافس بين القوى العظمى، والصراع العربي الإسرائيلي، وحركات التجديد الإسلامية، والأكراد، وتذبذب أسعار صرف الدولار الأمريكي، وظهور منظمة الدول المصدرة للبترول " أوبك"، وغيرها.

وقد ناقش المؤلف بشيء من التفصيل الحرب البرية والمعارك التي دارت في مياه الخليج العربي وتبعات ذلك على حركة الملاحة الدولية، وتصدير النفط، بالإضافة إلى الهجمات على المدن، والحرب الإعلامية المصاحبة لذلك. وختم المؤلف كتابه بالحديث عن عملية عاصفة الصحراء التي أعقبت اجتياح العراق لدولة الكويت في يناير 1991.

إعداد: اسماء ملكاوي

13.11.06

لصف 11: من داخل أول دورة تجسس لوكالة الاستخبارات الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر

Class 11: Inside the Cia's First Post-9/11 Spy Class
الصف 11: من داخل أول دورة تجسس لوكالة الاستخبارات الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر
المؤلف: تي جي واترز
الناشر: تانتور ميديا
تاريخ النشر: 30 أكتوبر 2006


هذا الكتاب هو خلاصة التجربة التي خاضها أحد خريجي أول دورة تدريبية قامت بها وكالة الاستخبارات الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، من أجل تدريب مجموعة من الأمريكيين على أعمال التجسس والخدمات السرية. وهو تي جي واترز، الذي فقد خطيبته في الهجوم على برج التجارة العالمي في نيويورك. واصبح واترز الآن أحد أكبر محللي وزارة الدفاع الأمريكية.


يقول واترز أنه كبقية الأمريكيين، فقد وقف مذهولا وغاضبا وحزينا جدا بسبب ما حدث من هجوم إرهابي على الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر، وأكثر من ذلك، أراد أن يقوم بعمل ما للمساعدة في منع حدوث هذه الكارثة مرة أخرى، وقد شاركه في هذه الرغبة أعداد كبيرة من الأمريكيين، إذ تلقت وكالة الاستخبارات الأمريكية في الأسابيع الأولى التي تلت الأحداث أكثر من 150 ألف سيرة ذاتية من أناس تملكتهم الرغبة في خدمة وطنهم من خلال تجنيدهم كجواسيس. وقد نظمت وكالة الاستخبارات الأمريكية دورة تدريبية حول الخدمة السرية لأكثر من مائة طالب، وسميت الدورة وقتها بالصف الحادي عشر، (كلاس 11)، وهي أول دورة تدريبية تعقدها الوكالة الاستخبارات الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر. اعتبرت بأنها الأكبر والأكثر تنوعا في تاريخ الوكالة. والكتاب هو سرد لقصة الصف الحادي عشر وعن حول الرابطة الوثيقة التي جمعت الأمريكيين العاديين من أجل الثبات ومواجهة التحدي الأكبر الذي واجه بلدهم آنذاك. ويأخذ واترز القراء خلف كواليس مجموعة من الأحداث مثل أشرطة بن لادن التي بثتها القنوات الإعلامية وكانت تحمل العبارات الساخرة والمتعالية، وهجمات قناص واشنطن، وفقدان أحد موظفي وكالة الاستخبارات الأمريكية في أفغانستان. كما يضع واترز القراء أمام مجموعة من المهارات التي قام المدربون بتعليمها لطلاب الصف الحادي عشر مثل: الحيل، وأساليب التخفي، ومقاومة الاستجواب، والمرور في مناطق العدو بدون ان يتم اكتشافك، وغيرها.

11.11.06

المياه المضطربة

Troubled Waters: Future U.S. Security Assistance in the Persian Gulf
المياه المضطربة: مستقبل المساعدة الأمنية الأمريكية في الخليج الفارسي

المؤلف: ميشيل نايتس
الناشر: معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى
تاريخ النشر: 30 يوليو 2006


الأهمية العالمية لمنطقة الخليج
لا يعتبر استقرار منطقة الخليج " الفارسي" قضية إقيلمية بل هو قضية تعني العالم بأسره لما لمنطقة الخليج من أهمية استراتيجية باعتبارها مخزنا للقسم الأعظم من طاقة العالم ونفطه. ويعتبر هذا الكتاب مرجعا بالغ الأهمية لفهم التحديات الأمنية التي تعيشها هذه المنطقة الهامة.

أيا كانت نتائج الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق، فأن الولايات المتحدة الأمريكية ستخفض من التزامها العسكري في المنطقة عند نهاية النزاع. وتحضيرا لذلك اليوم يتوجب على صناع القرار أن يفكروا عميقا بشكل التدخل الأمريكي في منطقة الخليج " الفارسي" آخذين بعين الاعتبار تأثيراتها المتعددة في الاقتصاد العالمي – حيث احتياطيات النفط والغاز العالمية- ودورها كقاعدة لدعم بعض الحركات الإسلامية المتطرفة في العالم. فنمطقة الخليج " الفارسي" ستبقى بالتأكيد حيوية ومهمة للولايات المتحدة الامريكية من المنظورين الاقتصادي والأمني. هذه الحقيقة تؤكدها المساعي الإيرانية لتطوير أسلحة نووية.

مؤلف الكتاب هو ميشيل نايتس وهو باحث ومحلل استراتيجي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ومستشار للعديد من المعاهد والمراكز المهتمة في مسائل المخاطر السياسية والأزمات الخاصة بالخليج "الفارسي" عمل نايتس كأستاذ زائر في جامعة برونيل البريطانية. وهو مؤلف لكتاب صدر عام 2005 بعنوان " مهد الصراع: العراق وميلاد القوة الأمريكية المعاصرة". في كتابه الجديد هذا والذي يعتبر تحليلا -موفقا في توقيته- يقدم نايتس مسحا شاملا لكافة العوامل التي ستساهم في تشكيل التواجد العسكري الأمريكي خلال العقد القادم. ويرى المؤلف أن القوات الأمريكية تحملت العبء الأكبر للحفاظ على أمن الخليج في العقود الماضية، لأن دول المنطقة كانت غير قادرة للدفاع عن نفسها وأمنها في مواجهة التهديدات التي كانت مصدرها العراق وإيران.

استراتيجية جديدة لأمن الخليج
ويقترح المؤلف استراتيجية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على أمن واستقرار الخليج " الفارسي" تتمثل في قيام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم حكومات دول المنطقة حتى يصبح في مقدورها ضمان أمن منطقة الخليج لسنوات قادمة. ويتضمن الكتاب إضافة إلى التحليل والعرض أرقاما وملاحق متصلة بالموضوع.

23.9.06

الهدف: أمريكا: خطة هتلر لغزو الولايات المتحدة

Target: America : Hitler's Plan to Attack the United States
الهدف: أمريكا: خطة هتلر لغزو الولايات المتحدة


تأليف: جيمس دافي
الناشر: ذي ليونز برس
تاريخ النشر: 1 أغسطس 2006 ط2


تقرير نادر للغزو
يناقش كتاب دافي طموحات دول المحور لمهاجمة الولايات المتحدة إبان الحرب العالمية الثانية، وتكمن أهمية الكتاب في نقطتين: الأولى: في المعلومات التي جمعها ووضعها في قالب واحد بعد أن كانت متفرقة، وثانيا: في قدرته على تخمين ما كانت تنتظره أمريكا في حالة هزيمة هتلر للاتحاد السوفييتي. حيث كانت وسائله الفورية للغزو والهجوم، بالاضافة الى الغواصات الحربية التي دمرت سفن الساحل الشرقي، القاذفات العابرة للاطلسي التي صنعت ألمانيا منها ربما عشرات النماذج الاولية، وتم وضع تقرير تقني حولها في أوائل عام 1942.

ويؤكد المؤلف أن هذا التقرير لم ينشر أبدا من قبل، ولم يتم تفحصه أوالنظر فيه بالتفصيل فيما مضى، رغم أن بعض حواشي كتابه عن التّقرير تتناول تاريخا منشورا في السبعينيات من القرن الماضي. على كلّ حال، فالتّقرير يشكّل العمود الفقري لكتاب دافي، الذي توسع فيه من خلال التعليقات والشروح لا سيما حول فشل الالمان في بناء القذائف العابرة للاطلسي. في مكان آخر من الكتاب، بحث دافي في خطط الهجوم المتعاقبة.

خطط عدة لغزو أمريكا
فهل قصد هتلر متابعة الغزو الشامل بمجرد أن يكمل سيطرته على أوروبا؟ يرى دافي في هذا الكتاب الذي يعيد تقييم أهداف هتلر الاستراتيجية، أن هتلر عزم بكل تأكيد على نقل الحرب إلى أمريكا بمجرد أن يحقّق طموحاته في القلب الأوروبي الآسيوي. ويتناول المؤلف بشرح فصل للمرة الأولى خطط الرايخ الثالثة للقيام بسلسلة محسوبة من الهجمات العالمية باستخدام الأسلحة السرية الجديدة التي ظهرت نتيجة الأبحاث المستمرة زمن الحرب. كما تناول دافي أيضا خطط دول المحور الآخرى لمهاجمة المدن الأمريكية من خلال استخدام الصواريخ المتعددة المراحل، والصواريخ التي تطلق من الغواصات، وارسال الانتحاريين ضد السفن في ميناء نيويورك. كل هذه المعلومات معا حول خطط دول المحور تكشف كم كانت قواتهم مصممة على مهاجمة الولايات المتحدة.

وقد دار جدل طويل حول امكانية وصول القوات الألمانية الى أمريكا من عدمها. والمؤكد هو أن المخططين الألمان قد استكشفوا خيارات مختلفة في هذا الخصوص. ففي عام 1942، عرضت خطة سرية على هيرمان جورنغ بشأن استخدام قذائف بعيدة المدى ضد أي أهداف عبر الكرة الأرضية. والخطة معدة من قبل مجموعة مختارة بعناية، ويعتقد أن تكون نتيجة المناقشات المباشرة مع هتلر. وقد اشيع لفترة طويلة عن تواجد وثيقة بهذا الشأن والتي اكتشفت حديثا في المحفوظات العسكرية في فرييبرج. وقد وزد دافي قراءه بتحليل مفصل عن هذه الخطة التي يضعها في سياق أهداف حرب ألمانيا العالمية.

هذاا لكتاب سيكون شيقا للقراء المهتمين بالأسلحة التي كان يمكن أن تستخدم في الحرب العالمية الثانية، وتحليل قوي لخطط هتلر الحربية في مهاجمة الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ليس المؤلف الأول لجيمس بي . دافي حول هذا الموضوع، ولكنه مؤلف لكتب عدة، منها: "القرصنة البحرية السرية لهتلر: سفن الموت في الحرب العالمية الثانية"، و"هتلر الهدف: مؤامرات قتل أدولف هتلر".

إعداد: أسماء ملكاوي

11.7.06

الفرع المعطل : كيف أفشل الكونجرس أمريكا وكيف يمكن إعادته إلى المسار الصحيح

The Broken Branch: How Congress Is Failing America and How to Get It Back on Track
الفرع المعطل : كيف أفشل الكونجرس أمريكا وكيف يمكن إعادته إلى المسار الصحيح

تأليف: نورمان اورنشتاين و توماس مان
الناشر: أكسفورد يونيفرستي برس
تاريخ النشر: 31 يوليو 2006

يقدم كتاب "كيف أفشل الكونجرس أمريكا، وكيف يمكن إعادته إلى المسار الصحيح" تشخيصا ذكيا لسبب التدهور الحاصل في الكونجرس والخطة المطلوبة بقوة لتغيير وإصلاح هذا الخلل، وهو نتيجة بحث وتحليل خبيرين متخصصين بالسياسة ويحترمان مؤسساتها بقوة، لكن "توماس مان"، و"نورمان أورنشتاين" يعتقدان هنا أن الكونجرس على وجه الخصوص قد أصبح مؤسسة مختلة بكل معنى الكلمة.

"مان" زميل كبير متخصص في دراسات الحكم في مؤسسة بروكينجز. ومؤلف لكتب عدة عن الحكومة الأمريكية، ومساهم في مجلات وجرائد رئيسية مثل "واشنطن بوست" و" نيويورك تايمز"، وهو زميل الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم وعضو مجلس العلاقات الخارجية. و"أورنشتاين" عالم مقيم في مشروع المؤسسة الأمريكية لأبحاث السياسات العامة، ومحلل خبير في الانتخابات الأمريكية لصالح السي بي إس نيوز، يكتب عمودا أسبوعيا عن الكونجرس في "رول كول". كما ظهرت بعض أعماله في "النيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، و"مجلة وول ستريت" و"فورن افيرز" ويظهر بانتظام على التّليفزيون. وهو زميل الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم وعضو لمجلس العلاقات الخارجية.

الفرع المعطل: تشخيص الحالة
ورد في الكتاب ان الكونجرس هو الفرع الأول للحكومة في النظام الأمريكي، لكنه الآن فرع معطل، تم تدميره بالتشاحن والتحيز والحقد الداخلي، وتوصل الباحثان لهذه النتيجة بعد ان بحثا في الجذور التاريخية التي تسببت بمشاكل الكونجرس الحالية، كما تفحصا أربعين عاما من السيطرة المستمرة للديمقراطيين على مجلس النواب، والانتصار المبهر للجمهوريين عام 1994 الذي دفع بهم كأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.

ووجدا أن نتيجة الحملة الحزب الجمهوري الناجحة والطويلة والمرهقة، كانت إفراز مؤسسة ضعيفة منقسمة بشدة بين الأحزاب. فقد أبرزا النقلة الدرامية التي حدثت في الكونجرس من مؤسسة لا مركزية بدرجة كبيرة، قائمة على أساس اللجان إلى مؤسسة منظمة بصرامة كبيرة، يلعب فيها الحزب بشكل متزايد دور اللجان.

الكونجرس في خدمة مصالح الرئيس
التغييرات الناتجة عن العملية السياسة - من موت للنظام المعتاد، وغياب أسلوب المناقشة والحوار، وإضعاف نظام الفحوص والموازين- جميعها قد عرضت دور الكونجرس في النظام الدستوري الأمريكي للخطر. وقد صرح المتحدث باسم الكونجرس دينيس هاستيرت، دون خجل، أن مسئوليته الرئيسية هي تمرير برنامج الرئيس التشريعي- وأكثر من ذلك أنه يعرّف بنفسه كملازم عند الرئيس أكثر من كونه يعمل في خدمة الكونجرس.

وقد خضعت العملية التشريعية في الكونجرس لخدمة المصالح الرئاسية المباشرة، وكثيرا ما تسبب هذا الخضوع في إقرار قوانين مصنوعة بصورة رديئة وتمرر بخلسة، ومن ذلك قضايا خفض الضرائب إلى الحرب ضد صدام حسين إلى الاستفادة من دواء روشتة الرعاية الطبية، وقد استنتج المؤلفان أن قيادة الأغلبية القوية في الكونجرس، لم يقودوا إلى إضعاف سلطة الكونجرس فحسب ولكن إلى موقف عام سلبي قبالة السلطة التنفيذية.

يقدم الكتاب صورة لمؤسسة الكونجرس الحالية والتي هوت بعيدا عن طموحات الأجداد المؤسسين، ويبرز كتاب "الفرع المعطل" الخسارة الكبيرة التي تسبب فيها هذا الوضع لصناع لسياسة القومية الأمريكية، ويقدم خلاصة لما يجب القيام به لإصلاح هذا العطل، وتفادي مزيد من الأضرار.

إعداد: أسماء ملكاوي

12.6.06

الحرب من أجل عقول المسلمين: الإسلام والغرب

The War for Muslim Minds : Islam and the West
الحرب من أجل عقول المسلمين: الإسلام والغرب
المؤلف: جيليز كيبل
الناشر: بلكناب برس
تاريخ النشر: 30 أبريل 2006


كتاب كيبل الجديد مهم لأي شخص يريد الحصول على فهم متوازن وشامل للتهديد المحدث من قبل الراديكاليين الإسلاميين اليوم ولفهم المنطقي واللامنطقي خلف الرد الأمريكي على ذلك التهديد . ويركز كتاب كيبل على ثلاثة موضوعات أساسية: أولاً، يزود القارئ بملخص للوصف الكامل لفكر الراديكالية الإسلامية الذي عرضه في كتابه السابق "الجهاد". ثانيا، يتتبع كيبل سلالة نزعة المحافظين الجدد التي يتبناها الرئيس بوش وطريقتهم في مواجهة التهديد الإسلامي – والتي اعتبرها طريقة فاشلة حتى الآن. وأخيرا يتناول كيبل الموقف الأوروبي من المواجهة ويرى أن أوروبا تقف منتظرة على جانبي التاريخ لرؤية من سيفوز في النهاية، الولايات المتحدة أم الراديكاليون.

القضية الفلسطينية والقاعدة
الكاتب جيليز كيبل، الذي يتحدث العربية بطلاقة وقضى سنوات طويلة في الشرق الأوسط، يكتب عن موضوع التطرف الإسلامي منذ فترة لا بأس بها، والتقى شخصياً بالعديد من الشخصيات الهامة في هذا المجال. يرى أن انهيار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية في عام 2000 كان بمثابة السقوط الأول في سلم الهبوط التدريجي نحو العنف. ويؤكد كيبل أن القضية الفلسطينية هي مركز المشكلة. فمنذ إعلان بن لادن الحرب على أمريكا عام 1996م، قال إنه يحارب السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط والدعم الأمريكي لإسرائيل. ويقول الظواهري في إحدى كتاباته إن فشل أوسلو واشتعال الانتفاضة الثانية في خريف 2000 والحملة الوحشية التي قام بها شارون ضد الفلسطينيين قدمت لتنظيم القاعدة فرصة كان ينتظرها منذ فترة طويلة في محاولة توحيد المسلمين ضد أمريكا.

بوش ومواجهة التهديد الإسلامي
في هذه الأثناء، كانت ثورة المحافظين الجدد في واشنطن قد أقلقت السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وهي السياسة التي عادة ما تستند على عمودين مزدوجين هما الأمن الإسرائيلي ونفط الخليج. بينما تجري في المملكة العربية السعودية وأفغانستان، تحولات في المذهب الإسلامي المتطرف التابع لبن لادن والظواهري واللذين قاما بنقل حلبة العمل الإرهابي من البلاد الإسلامية إلى بلاد الغرب، وأعلن الراديكاليون الإسلاميون الجهاد ضد أعدائهم أينما وجدوا في العالم. وهنا يفحص كيبل تأثير الإرهاب العالمي والعمليات العسكرية الناجمة عنه لمحاولة إيقاف مده وتغيير مجراه.

وأثار كيبل تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على مخاطبة تحدي الشرق الأوسط بنفس البلاغة التي استخدمتها في الحرب الباردة، لكشف الصدوع في الأيديولوجية الإرهابية وتكتيكاتها. أخيرًا، يقترح كيبل مخرجا من مستنقع الشرق الأوسط الذي حصر في مثلثه اهتمامات كل من الإسلاميين، والغرب والصفوة الحاكمة من العرب والمسلمين. ويوضح كيبل شروط قبول إسرائيل كدولة، وشروط انتشار الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية والعربية، وفوز الغرب بعقول وقلوب المسلمين.

مسلمو أوروبا
لقد فشلت أمريكا حتى الآن في كسب المعركة من أجل العقول والقلوب في العالم الإسلامي فشلاً ذريعاً. وفي هذه المعركة يلعب مسلمو أوروبا البالغ عددهم حوالي مليون مسلم دوراً هاماً. فإذا أحسوا بأن الحكومات والمجتمعات الأوروبية تحاربهم بسبب ديانتهم فإن ذلك سيدفعهم بلا شك إلى أحضان التطرف، ولن يكون ذلك بلا شك في مصلحة أمريكا والغرب. لكن كيبل يختم كتابه بنظرة تفاؤلية إلى حد ما. فهو يرى في تحول الجيل الجديد من المسلمين في أوروبا للانغماس في الحركة السياسية الأوروبية إشارة إيجابية تدعو للتفاؤل، لأن هؤلاء المسلمين الأوروبيين ربما يتمكنون من "تقديم وجه جديد للإسلام ـ متصالح مع الحداثة ـ للعالم الأوسع. ويبدو أن هذا الأمل هو القشة التي يحلم بها المسلمون والغرب على حد سواء.

5.6.06

الصين-جرد حساب: ماذا يحتاج العالم لمعرفته الآن عن القوة العظمى الناشئة

China The Balance Sheet: What the World Needs to Know Now About the Emerging Superpower
الصين-جرد حساب: ماذا يحتاج العالم لمعرفته الآن عن القوة العظمى الناشئة

تحرير: فريد بارجستن
الناشر: ببليك أفيرز
تاريخ النشر: أبريل 2006


يهدف كتاب (الصين – جرد حساب) الى تقديم معلومات وافية ودقيقة عن الوضع الحالي للاقتصاد الصيني والدور المتنامي للصين وحجم التنافس والتهديد الذين يمكن ان تواجهه الولايات المتحدة في المستقبل. شارك في إعداده باحثون وخبراء من معهد الاقتصاد الدولي ومركز الدارسات الاستراتيجية والدولية CSIS في واشنطن حول الصين والعلاقات الأمريكية الصينية.

فشل الماضي وتوجيه الأسئلة الصحيحة
يذكر مؤلفو الكتاب ان الصين كانت ولا تزال تستعصي على فهم الأمريكيين نظرا للغموض والتعقيد وعدم دقة المعلومات المتاحة حول هذه الدولة التي تشرف على ان تكون واحدة من أهم القوى في عالمنا المعاصر. فقد فشلت الولايات المتحدة خلال القرن العشرين في ترويض الصين ولم تكن السياسة الأمريكية قادرة على فرض منطقها ومصالحها في التعامل معها, لكن هذه العلاقات أصبحت تعني الآن الكثير نظرا لحجم التحديات التي تواجه الطرفين بل العالم اجمع مثل التوازن بين القوى العظمى ودعم النمو الاقتصادي العالمي وزيادة انتشار الأسلحة النووية ومجابهة الارهاب.

ويحاول الكتاب من خلال توجيه مجموعة من الأسئلة حول مستقبل الصين والعلاقات بين البلدين ان يرشد الاستراتيجية الأمريكية الى كيفية التعامل السليم مع تنامي دور الصين في العالم.ومن بين هذه الأسئلة: هل يستمر نمو الاقتصاد الصيني أم انه سينهار? وما هي المصادر الفعلية لهذا النمو المذهل? وهل سيستمر هذا النمو في الارتفاع بمعدلات سريعة أم سيتعثر وينهار من جراء سوء الإدارة المالية والتنموية? وهل سيؤدي النمو الاقتصادي السريع الذي تشهده الصين الى المزيد من الأشكال الديمقراطية والتعددية في الحكم? وهل سيؤدي التحول الاجتماعي السياسي الى المزيد الاضطرابات أم سينجح الحزب الحاكم في الصين الى السيطرة على زمام الأمور والاكتفاء بالنجاح على المستوى الاقتصادي , وكيف سيؤثر كل سيناريو على مصالح الولايات المتحدة? كما يتطرق الكتاب الى الملف الأمني في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة من خلال توجيه نمط آخر من الأسئلة حول نموذج العلاقة الأمنية بين البلدين؟

الاقتصاد الصيني الداخلي
كثير من جوانب صورة الاقتصاد الصيني في السنوات الأخيرة تبدو مذهلة, حيث أصبحت الصين رابع أقوى اقتصاد في العالم وثالث أقوى دولة تجارية.وبلغ معدل نمو الاقتصاد 10 بالمائة خلال العقود الثلاثة الماضية. وارتفع حجم إسهامه في التجارة الدولية بنسبة 12 بالمائة, كما بلغ احتياطي النقد الأجنبي في الصين عام 2006 تريليون دولار.وتأتى الصين في المرتبة الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة في جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال. والمنتجات الصينية تعرف طريقها الى كل ركن من أركان العالم.
ولكن من المهم كما يقول المؤلفون أيضا ان نتعرف على جوانب الضعف في الاقتصاد الصيني الداخلي, فعلى سبيل المثال لا يزيد متوسط الدخل في الصين عن ربع متوسط الدخل في الولايات المتحدة. ولا يتعدى الحد الأدنى للأجور ثلث نظيره في الولايات المتحدة. ولا تنفق إلا 10 بالمائة من إنفاق الولايات المتحدة على البحوث والتنمية , ذلك في الوقت الذي لا تتعدى نسبة الباحثين والعلماء الصينيين الذين لديهم القدرة على التنافس عالميا عشر نسبتهم في الولايات المتحدة. يضاف الى هذه الجوانب العامل الإداري, حيث ان الصين في حاجة ماسة الى اعادة هيكلة النظام المصرفي وتحسين اوجه الإنفاق وردم الهوة في مستويات الدخل بين المناطق الريفية والمدن.

هل تمثل الصين خطرا أمنيا على مصالح الولايات المتحدة?
يناقش الفصل الخامس من الكتاب السياسة الخارجية للصين وتحالفاتها الإقليمية وقدراتها العسكرية وتأثير كل ذلك على مصالح الولايات المتحدة. يقول مؤلف هذا الفصل ان هناك دلائل على ان الصين كانت حريصة منذ فترة على تنمية علاقتها الإقليمية والدولية وان لديها خطة استراتيجية طويلة الأمد لتلعب دورا مركزيا في عالم العولمة. كان الدافع وراء تلك الخطة سعي بكين الى خلق بيئة إقليمية ودولية تسهل لها تفعيل ونمو قدراتها الاقتصادية من جهة والحفاظ عل سيادة واستقلال وضعها السياسي من جهة أخرى.
كما كان حرص الصين على البحث عن الموارد الطبيعة خاصة مصادر الطاقة لتلبية احتياجات القطاع الصناعي دافعا مهما ايضا في تشكيل تحالفات الصين ورسم سياستها الخارجية في السنوات الاخيرة وهذا ما يفسر من وجهة نظر الكاتب مواقف الصين من دول مثل السودان وايران وبورما ودول اخرى لا ترضى قبولا في العالم الغربي.

مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية
يرى الكتاب أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين معقدة ومليئة بالتناقضات, فعلى الرغم من التنافس بين القوتين, فانهما في حاجة الى بعضهما البعض كما ان علاقات التبادل التجاري هامة جدا للطرفين, تعتبر الصين اكبر ثالث شريك تجاري وثاني أهم مصدر للواردات الأمريكية. كما ان السلطات الصينية تعتبر ثاني اكبر دائن رسمي للولايات المتحدة, حيث يوجد على الأراضي الصينية مئات المليارات من الأصول المالية الأمريكية. وفي المقابل تعتبر الولايات المتحدة أهم شريك تجاري ثنائي للصين ومصدرا مهما للاستثمار وتصدير التكنولوجيا.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية والعلاقات الدولية فان مصالح الولايات المتحدة والصين متشابكة بدرجة تجعل من العداء بينهما أمرا مستبعدا, وان كان ذلك لا يعني وجود اختلافات حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية.

9.5.06

عصر الحرب: الولايات المتحدة تواجه العالم

The Age of War: The United States Confronts the World
عصر الحرب: الولايات المتحدة تواجه العالم

المؤلف: غابريال كولكو
الناشر: لين رينير ببليشرز
تاريخ النشر: 28 فبراير 2006


يتناول كتاب "عصر الحرب: الولايات المتحدة تواجه العالم"، معالم السياسة الخارجية الأمريكية، ودوافعها وأهدافها، منذ سنة ،1950 وبتركيز خاص على الفترة التي بدأت سنة 2000. ويحرص الكتاب على تقديم الأحداث التي يشهدها الناس يومياً، في إطارها التاريخي، لتصبح أقرب الى الفهم، وأرسخ في الذهن. وهذا الإطار التاريخي للأحداث هو موضوع الكتاب، كما يقول مؤلف الكتاب غابريال كولكو المؤرخ والكاتب، الذي انضم الى قسم التاريخ في جامع يورك (تورنتو - كندا) سنة 1970. وهو مؤلف العديد من الكتب في هذا المجال، ومن بينها (السلطة والثروة والقوة)، و(جذور الحرب)، و(تشريح الحرب، فيتنام والولايات المتحدة والتجربة التاريخية الحديثة).


تورط أمريكي مستمر
يرى كولكو إن الورطة لا تقتصر على ثبات الولايات المتحدة على الأولويات العالمية التي وضعتها نصب عينيها، والتي تتجاوز مقدرتها العسكرية والسياسية، بل تشتمل كذلك على أن العديد من بقاع العالم التي تدخلت بها واشنطن في الماضي، ظلت ترتب عليها واجبات ومسؤوليات دائمة مستمرة. فما تزال الولايات المتحدة بعد ما يقرب من نصف قرن من انتهاء الحرب الكورية، تحتفظ ب 37 الف جندي هناك. وبعد عقد من حرب الخليج الأولى، لا تزال القوات الجوية والزوارق الأمريكية تعمل في الخليج، وسوف تبقى في أفغانستان والعراق الى أجل غير مسمى، ربما يبلغ عقوداً عديدة. ويرى المؤلف ان الولايات المتحدة، كانت لا تزال عشية انتهاء القرن العشرين، غير قادرة على السيطرة على معظم مشكلات العالم السياسية المعقدة. بل ان محاولاتها لفعل ذلك، أدت الى تفاقم هذه المشكلات.


عصر الصراع الدائم
ويقدم المؤلف صورة لوضع العالم الحالي كما يراه، فيقول: إن الحروب اليوم ما تزال متوقعة الحدوث مثلما كانت في أي وقت خلال القرن الماضي. وإن الحروب سواء كانت أهلية أو بين الدول، تظل التحدي الأساسي (وإن لم يكن الوحيد) الذي يواجه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. كما ان الكوارث البيئية خطيرة بسبب عدم رغبة الدول المهمة - وعلى رأسها الولايات المتحدة- في تبني الإجراءات الضرورية لتلافي اضرارها. ولم يسبق للتحديات التي تواجه البشرية ان كانت على هذا القدر من الخطورة والتعقيد.


ويرى المؤلف ان اقلاع الولايات المتحدة عن ممارسة الوظيفة التي حددتها لنفسها والتي تتدخل بموجبها لحل المشكلات حينما وأينما وكيفما تشاء، هو شرط أساسي لوقف الحروب والتدهور في الشؤون العالمية. فهي لا تملك الحق ولا والكفاءة أكثر من أي دولة أخرى لفعل ذلك مهما تكن الأسباب التي تسوقها. فالمشكلات كما يبين تاريخ القرن الماضي أكبر من دور الولايات المتحدة في العالم؛ ولكن أفعالها في الوقت الراهن حاسمة، لأن الحرب أو السلام يتقرران على الأغلب في واشنطن أكثر من أي مكان آخر.


العالم أفضل بدون تدخلات أمريكا
ويرى المؤلف أن أحداث 11 سبتمبر قد أثبتت أن الولايات المتحدة بعد نصف قرن من التدخلات أفلحت في إثارة المزيد من العداوة والبغضاء وفشلت فشلا ذريعا في جلب السلام والأمن للعالم وأن دورها كقوة عظمى مارقة وتدخلاتها المشوشة الرعناء لم تكن ناجحة أبدا حتى بمعاييرها هي. فهي تبدد موارد اقتصادية هائلة، كما أنها الآن تعرض السلامة الجسدية للأمريكيين في الخارج للخطر. وان العالم سيكون أكثر أمنا عندما تنحل تحالفات الولايات المتحدة وعندما تعاني العزلة، وذلك يحدث الآن لعدة أسباب بدءاً بالنزعة الأحادية الفردية والعجرفة وأسلوب الاستباق الذي تمارسه إدارة بوش، وانتهاء بحقيقة التغير الذي طرأ على التحالفات السياسية في العالم بعد زوال الشيوعية.

18.4.06

عندما حكمت بغداد العالم الإسلامي


عندما حكمت بغداد العالم الإسلامي: نهوض وسقوط أعظم السلالات الحاكمة في الإسلام

When Baghdad Ruled the Muslim World: The Rise And Fall of Islam's Greatest Dynasty


تألبف: هوج كينيدي
الناشر: بيرسويس بوكس جروب
تاريخ النشر: 30 مارس 2006



بغداد بين الأمس والحاضر
تعيش العاصمة العراقية "بغداد" هذه الأيام أوضاعا عصيبة، وأصبحت تعني عند الكثيرين مكانا للفوضى والعنف والقتل، ولكنها وقبل أكثر من ألف عام، ولنحو خمسة قرون كانت بغداد عاصمة للعالم الإسلامي، ومركز حضاريا ومنارة ثقافية في مجالات الفنون والعلوم، وكانت بغداد آنذاك، بحق، مدينة للأحلام والفرص اللا محدودة.

هذا ما يحاول ان يبرزه الكاتب والمؤرخ البريطاني المشهور هوج كينيدي في كتابه "عندما حكمت بغداد العالم الإسلامي" وكينيدي زميل أكاديميّة إدنبرة الملكية، وأستاذ التاريخ الشرق أوسطي في جامعة القديس أندروز، ومؤلّف كتاب "المغول والهون والفايكنغ"

بغداد عاصمة الخلافة العباسية
تأسست بغداد عام 762م على يد الخلافة العباسية، بعد هزيمتها للخلافة الأموية مستندة على نسبها إلى عائلة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فمؤسس الدولة العباسية وخليفتها الأول هو أبو العباس عم الرسول. وفي كتابه هذا يطلع كينيدي القراء غير المختصين على جزء هام من التاريخ الإسلامي وهو أول قرنين من حكم الخلافة العباسية التي دامت خمسة قرون من العاصمة بغداد، وهي معروفة ربما للغربي بالمكان الأثري لحكايات ألف ليلة وليلة.
لقد شكل القرنين الثامن والتاسع عشر بحق عصرا ذهبيا للإسلام، وإضافة هامة لتاريخ العالم، فقد امتدت حدود الخلافة العباسية من تونس غربا إلى الهند شرقا، وكان لارثها الحضاري دورا بارزا في التأثير في السياسة والمجتمع لسنوات عدة.
وفي كتابه هذا قدم لنا كينيدي عرضا للتاريخ الغني والثقافة المزدهرة لهذه الحقبة التاريخية دون ان ينسى تقديم مجموعة من الشخصيات الهامة والتي لعبت دورا تاريخيا في هذه الحقبة التاريخية، من أمثال الخليفة هارون الرشيد، والملكة زبيدة.

ولا يعتبر طرح كينيدي في هذا الكتاب سردا تاريخيا جافا بقدر ما هو سرد لقصص وأحدث كاملة تحدثت عن الحب، والسلطة، والفساد، وتنافس الأخوة، والمكائد السياسية. وبالوقت ذاته قدم كينيدي عملا إحيائيا للأبعاد الإنسانية لهذه الحقبة الزمنية، فإلى جانب تناوله المناخ السياسي السائد آنذاك وقرارت الخليفة المختلفة، بشأن إعلان شن الحرب من عدمه، عرض كينيدي لحريم هارون الرشيد وغيرها، كما قدم طرحا دقيقا عن الثقافة العامة، وجوانب الحضارة الإسلامية المزدهرة آنذاك.

سقوط بغداد
وبحساسيته للأخطاء المنهجية للعديد من المصادر التاريخية المتاحة، يوازن كينيدي بين روايات المديح للمنتصرين وراويات الإدانة للمنهزمين من أجل تقديم رواية اقرب ما تكون إلى الواقعية مبرزا من خلالها دوافع وشخصيات الخلفاء ووزرائهم وحتى خدام المحاكم آنذاك.
ويروي صراع التعاقب على كرسي الخلافة، مع بعض التفصيل حول التوترات السياسية التي تحدث مباشرة إلى ان تنتهي خلافة أحدهم بشكل رهيب في غالب الأحيان. كما ألقى الضوء وبشيء من التفصيل على سقوط بغداد في نهاية الأمر. وإذ توقف كينيدي عند حد عام 935 تاركا الخلافة العباسية ضعيفة منهارة بسبب صراع خلفائها على العرش، يقر كينيدي ان الخلافة العباسية مع هذا الفشل الذي آلت إليه فقد أنتجت ثقافة غنية خاصة بالمحاكم، إلى جانب الإرث التاريخي الذي ازدهر في هذه الفترة لا سيما في مجالات الشعر والغناء والطراز المعماري.

إعداد: أسماء ملكاوي

18.3.06

الانهيار الاقتصادي القادم: كيف يمكن للدول أن تزدهر عندما يصل سعر برميل النفط 200 دولار أمريكي

The Coming Economic Collapse : How You Can Thrive When Oil Costs $200 a Barrel
الانهيار الاقتصادي القادم: كيف يمكن للدول أن تزدهر عندما يصل سعر برميل النفط 200 دولار أمريكي


المؤلف: جلين ستراثي وستيفين ليب
الناشر:وارنر بزنس بوكس
تاريخ النشر: 21 فبراير 2006



تواصل أسعار النفط ارتفاعها في السنوات الأخيرة حيث وصلت إلى مستويات قياسية ومؤخرا ناهزت أسعار النفط الخمس وسبعين دولار للبرميل بما يشكل تهديدا للاقتصاد العالمي وتحديا قد يؤثر على معدلات النمو الاقتصادي التي تسعى مختلف دول العالم إلى تحقيقها.

وليس غريبا أن يحظى كتاب "الانهيار الاقتصادي القادم" لمؤلفه ستيفين ليب باهتمام رجال الاقتصاد والسياسة والمستثمرين نظرا لما عرف عن ستيفين ليب من قدرة على إعطاء تكهنات اقتصادية دقيقة خصوصا في كتبه التي حملت العناوين التالية "الهبوط إلى الطابق السفلي" و" تحدي السوق" و "عامل النفط"؛ ففي جميع هذه الكتب صدقت تكهنات ليب سواء فيما يتعلق بازدهار البورصات أو تراجع الأسهم أو ارتفاع أسعار النفط.

وستيفين ليب؛ رئيس شركة "ليب كابيتال مانجمنت" في نيويورك، وكاتب للعديد من المقالات في النشرة الإخبارية "ذا كومبليت انفستر". ويعرف ليب بأنه من أهم الكتّاب في صحيفة "وول ستريت جورنال" و "فوربس" . وفضلا عن درجة الدكتوراه في علم النفس، يحمل ستيفين ليب على شهادة الماجستير في الصحافة.


وفي كتابه "الانهيار الاقتصادي القادم" يقدم ستيفين ليب الدليل على أن الاقتصادي الأمريكي يقف على حافة أكبر أزمة يتعرض لها في تاريخه. فمع تزايد الطلب العالمي على النفط بشكل يتجاوز الطاقة الإنتاجية بسبب تسارع النمو في الاقتصادين الصيني والهندي، يتنبأ المؤلف بأن تعاني الولايات المتحدة الأمريكية نقصا مزمنا في قطاع الطاقة أسوأ بكثير من ذلك الذي عانته في السبعينيات من القرن الماضي. وستكون نتيجة ذلك أن يعاني معظم الناس صعوبات مالية حادة كما سيشكل ذلك فرصة ذهبية نادرة لاغتناء المستثمرين.

ويعرض كتاب ليب للأسباب النفسية التي أدت إلى أن يتجاهل القادة في الحكومات وأسواق المال وشركات صناعة النفط والأكاديميين الأزمة القادمة حتى الآن، مدعما ذلك بالأبحاث والتحليلات الدقيقة، ويستنتج بعد ذلك أن الوقت صار متأخرا للقيام بأي عمل لمنع حدوث الأزمة.

كما يفند ليب الأسطورة التي ظلت سائدة في مجال صناعة النفط والتي ترى أن منابع النفط لا حدود لها. ويكشف حقيقة أن المصادر البديلة لطاقة النفط أصبحت بشكل سريع أقل تكلفة من النفط. ويقدم حلولا عملية لهذه المشكلة تتعلق بما يلي:
- أن يتم توجيه الاستثمار في المجالات الآمنة كالذهب والعقارات وشركات البترول، والغاز الطبيعي المسال، وغيرها من القطاعات الحساسة للتضخم.
- أن لا تستسلم الحكومات وخاصة الأمريكية لواقع المشكلة الحالية والقادمة. وأن تبدأ ببناء محطات طاقة بديلة عن طاقة البترول.
- المهارات التي يجب على المستثمرين إتقانها، وان لا يعتمد المستثمرون كليا على نصائح الخبراء الماليين التي أثبتت أنها يمكن أن تكون مدمرة.

26.2.06

المسلم الأبيض

White Muslim : From L.A. to New York...to Jihad?

المسلم الأبيض: من لوس أنجلوس إلى نيويورك... إلى الجهاد

المؤلف: برندان بيرنهارد
دار النشر: ميلفيل هاوس
تاريخ النشر: 15 فبراير 2006


في الصحوة التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، برزت ظاهرة ملغزة وقاسية، اعتنق فيها عدد متزايد من الشباب الأمريكيين البيض، المنتمين إلى الطبقة الوسطى والذين يسكنون في الأحياء الأمريكية، الدين الإسلامي. ويتناول هذا الكتاب "المسلم الأبيض: من لوس أنجلوس إلى نيويورك... إلى الجهاد" تحقيقا مفصلا حول هذه الظاهرة من خلال تناول قصص واقعية لشباب أمريكيين بيض اعتنقوا الإسلام، لا بل إنهم شاركوا في القتال، أو ما أسماه الكاتب الجهاد، في أفغانستان وغيرها من البلاد الإسلامية.

ان ازدياد ظاهرة اعتناق الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر على المستوى العالمي، قادت مراسل صحيفة لوس أنجلوس ويكلي أن يتساءل فيما إذا كانت الهجمات الإرهابية عبارة عن حركة دعائية للإسلام، ويقول في كتابه: "إنه من الواضح أن الإسلام أراد أن يؤسس لنفسه في أمريكا ويحظى بمنزلة متعادلة مع اليهودية والمسيحية" واستشهد للتدليل على فكرته بما سمعه من أحد أئمة المساجد في مدينة نيويورك: "أن الثقافة الحالية هي ثقافة سامة وهدامة،،، وسيقوم الإسلام بإعادة الأمور إلى طبيعتها".

يتحدث الكاتب وهو برندان بيرنهارد الصحفي المميز والمراسل الثقافي في صحيفة نيويورك تايمز ويكلي والذي نال عددا من الجوائز لكتاباته المميزة، عن أحد تلك الحالات والتي تعود للأمريكي الأصل جون ولكر ليند، وهو شاب من كاليفورنيا تم إلقاء القبض عليه وهو يقاتل إلى جانب جماعة الطالبان التي كانت مسيطرة في أفغانستان أعقاب حادثة 11 سبتمبر. ويعتبر هذا الشاب حسب رأي الكاتب مثالاً أو أنموذجاً متطرفاً لشيء أصبح واقعا واسع الانتشار بطريقة مثيرة للدهشة والتأمل.

وفي تحقق صحفي مثير تصدر صفحات لوس أنجلوس ويكلي، قام بيرنهارد بنشر قصة أحد الشباب الأمريكيين البيض الذين اعتنقوا الإسلام وقاتلوا إلى جانب طالبان. وقد نال بيرنهارد تكريما صحفيا على هذا العمل المميز، وقام بنشرة بعد ذلك على هيئة كتاب.
ويدور الحديث في كتابه حول هذه الظاهرة مركزا على قصة "تشارلز فنسنت" الشاب الأنيق من ضواحي لوس أنجلوس المتهرب من الخدمة العسكرية، والذي تأثر كثيرا بمأساة الحادي عشر من سبتمبر، بما جعله يرحل إلى نيويورك ويعتنق الإسلام، ويرتدي ثوبا أبيضا، ويعمل سائقا لسيارة أجرة، ويدرس الكتب عن الجهاد وفكر الجماعة السنية.

وفي سبيل معرفة تفاصيل حياة هؤلاء وطريقة عيشهم، فقد رافق الكاتب بيرنهارد هذا الشاب وغيره لفترة طويلة، كما تجول مع تشارلز في سيارته الأجرة في شوارع نيويورك، كما رافقه إلى صلوات الجماعة في مسجدين مكتظين بالمصلين في مكانين مختلفين من مدينة نيويورك. كما قابل أصدقاء تشارلز وأسرته وتكلم مع معلميه.

ويقول الكاتب أن تشارلز ليس حالة واحدة وإنما هو فرد من مجموعة كبيرة من الشبان الذين التقاهم في لقاءات ودروس اعتناق الدين الإسلامي، وغيرهم من الذين تكلم معهم من المعتنقين للإسلام بطريقة يصفها بالغريبة أو المدهشة. وقد وصف الكاتب صلوات الجمعة ولقاءات المصلين وقدم وصفا لأئمة المساجد. كما تحدث إلى عدد كبير ومتنوع من الخبراء والأكاديميين والسياسيين، وتعلم أكثر حول الدعم والتعزيز النفسي لهذه الحركة من اعتناق الإسلام والتي يرى الكاتب أنها تتحرك في أوروبا كذلك على نفس الوتيرة.

وفي إجابته على السؤال المطروح؛ هل ثمة شيء نخشاه من هذه الظاهرة؟ أشار بيرنهارد إلى أن ما توصل إليه في كتابه أكبر بكثير من مجرد قصة أحد الشبان، ولكنها دراسة محكمة لثقافة خاصة فاتنة تنتشر وتنمو يوما بعد يوم. وقد وصفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز كتاب "المسلم الأبيض" بأنه ممتاز ورائع، سيكون كتابا سيئا جدا وسهلا جدا لاستخدامه كوقود في إشعال هستيريا العداء للإسلام، بدل كونه مفتاحا لفهم دوافع الرجال والنساء من ديانات أخرى لاعتناق الإسلام.