9.5.06

عصر الحرب: الولايات المتحدة تواجه العالم

The Age of War: The United States Confronts the World
عصر الحرب: الولايات المتحدة تواجه العالم

المؤلف: غابريال كولكو
الناشر: لين رينير ببليشرز
تاريخ النشر: 28 فبراير 2006


يتناول كتاب "عصر الحرب: الولايات المتحدة تواجه العالم"، معالم السياسة الخارجية الأمريكية، ودوافعها وأهدافها، منذ سنة ،1950 وبتركيز خاص على الفترة التي بدأت سنة 2000. ويحرص الكتاب على تقديم الأحداث التي يشهدها الناس يومياً، في إطارها التاريخي، لتصبح أقرب الى الفهم، وأرسخ في الذهن. وهذا الإطار التاريخي للأحداث هو موضوع الكتاب، كما يقول مؤلف الكتاب غابريال كولكو المؤرخ والكاتب، الذي انضم الى قسم التاريخ في جامع يورك (تورنتو - كندا) سنة 1970. وهو مؤلف العديد من الكتب في هذا المجال، ومن بينها (السلطة والثروة والقوة)، و(جذور الحرب)، و(تشريح الحرب، فيتنام والولايات المتحدة والتجربة التاريخية الحديثة).


تورط أمريكي مستمر
يرى كولكو إن الورطة لا تقتصر على ثبات الولايات المتحدة على الأولويات العالمية التي وضعتها نصب عينيها، والتي تتجاوز مقدرتها العسكرية والسياسية، بل تشتمل كذلك على أن العديد من بقاع العالم التي تدخلت بها واشنطن في الماضي، ظلت ترتب عليها واجبات ومسؤوليات دائمة مستمرة. فما تزال الولايات المتحدة بعد ما يقرب من نصف قرن من انتهاء الحرب الكورية، تحتفظ ب 37 الف جندي هناك. وبعد عقد من حرب الخليج الأولى، لا تزال القوات الجوية والزوارق الأمريكية تعمل في الخليج، وسوف تبقى في أفغانستان والعراق الى أجل غير مسمى، ربما يبلغ عقوداً عديدة. ويرى المؤلف ان الولايات المتحدة، كانت لا تزال عشية انتهاء القرن العشرين، غير قادرة على السيطرة على معظم مشكلات العالم السياسية المعقدة. بل ان محاولاتها لفعل ذلك، أدت الى تفاقم هذه المشكلات.


عصر الصراع الدائم
ويقدم المؤلف صورة لوضع العالم الحالي كما يراه، فيقول: إن الحروب اليوم ما تزال متوقعة الحدوث مثلما كانت في أي وقت خلال القرن الماضي. وإن الحروب سواء كانت أهلية أو بين الدول، تظل التحدي الأساسي (وإن لم يكن الوحيد) الذي يواجه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. كما ان الكوارث البيئية خطيرة بسبب عدم رغبة الدول المهمة - وعلى رأسها الولايات المتحدة- في تبني الإجراءات الضرورية لتلافي اضرارها. ولم يسبق للتحديات التي تواجه البشرية ان كانت على هذا القدر من الخطورة والتعقيد.


ويرى المؤلف ان اقلاع الولايات المتحدة عن ممارسة الوظيفة التي حددتها لنفسها والتي تتدخل بموجبها لحل المشكلات حينما وأينما وكيفما تشاء، هو شرط أساسي لوقف الحروب والتدهور في الشؤون العالمية. فهي لا تملك الحق ولا والكفاءة أكثر من أي دولة أخرى لفعل ذلك مهما تكن الأسباب التي تسوقها. فالمشكلات كما يبين تاريخ القرن الماضي أكبر من دور الولايات المتحدة في العالم؛ ولكن أفعالها في الوقت الراهن حاسمة، لأن الحرب أو السلام يتقرران على الأغلب في واشنطن أكثر من أي مكان آخر.


العالم أفضل بدون تدخلات أمريكا
ويرى المؤلف أن أحداث 11 سبتمبر قد أثبتت أن الولايات المتحدة بعد نصف قرن من التدخلات أفلحت في إثارة المزيد من العداوة والبغضاء وفشلت فشلا ذريعا في جلب السلام والأمن للعالم وأن دورها كقوة عظمى مارقة وتدخلاتها المشوشة الرعناء لم تكن ناجحة أبدا حتى بمعاييرها هي. فهي تبدد موارد اقتصادية هائلة، كما أنها الآن تعرض السلامة الجسدية للأمريكيين في الخارج للخطر. وان العالم سيكون أكثر أمنا عندما تنحل تحالفات الولايات المتحدة وعندما تعاني العزلة، وذلك يحدث الآن لعدة أسباب بدءاً بالنزعة الأحادية الفردية والعجرفة وأسلوب الاستباق الذي تمارسه إدارة بوش، وانتهاء بحقيقة التغير الذي طرأ على التحالفات السياسية في العالم بعد زوال الشيوعية.