12.6.06

الحرب من أجل عقول المسلمين: الإسلام والغرب

The War for Muslim Minds : Islam and the West
الحرب من أجل عقول المسلمين: الإسلام والغرب
المؤلف: جيليز كيبل
الناشر: بلكناب برس
تاريخ النشر: 30 أبريل 2006


كتاب كيبل الجديد مهم لأي شخص يريد الحصول على فهم متوازن وشامل للتهديد المحدث من قبل الراديكاليين الإسلاميين اليوم ولفهم المنطقي واللامنطقي خلف الرد الأمريكي على ذلك التهديد . ويركز كتاب كيبل على ثلاثة موضوعات أساسية: أولاً، يزود القارئ بملخص للوصف الكامل لفكر الراديكالية الإسلامية الذي عرضه في كتابه السابق "الجهاد". ثانيا، يتتبع كيبل سلالة نزعة المحافظين الجدد التي يتبناها الرئيس بوش وطريقتهم في مواجهة التهديد الإسلامي – والتي اعتبرها طريقة فاشلة حتى الآن. وأخيرا يتناول كيبل الموقف الأوروبي من المواجهة ويرى أن أوروبا تقف منتظرة على جانبي التاريخ لرؤية من سيفوز في النهاية، الولايات المتحدة أم الراديكاليون.

القضية الفلسطينية والقاعدة
الكاتب جيليز كيبل، الذي يتحدث العربية بطلاقة وقضى سنوات طويلة في الشرق الأوسط، يكتب عن موضوع التطرف الإسلامي منذ فترة لا بأس بها، والتقى شخصياً بالعديد من الشخصيات الهامة في هذا المجال. يرى أن انهيار عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية في عام 2000 كان بمثابة السقوط الأول في سلم الهبوط التدريجي نحو العنف. ويؤكد كيبل أن القضية الفلسطينية هي مركز المشكلة. فمنذ إعلان بن لادن الحرب على أمريكا عام 1996م، قال إنه يحارب السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط والدعم الأمريكي لإسرائيل. ويقول الظواهري في إحدى كتاباته إن فشل أوسلو واشتعال الانتفاضة الثانية في خريف 2000 والحملة الوحشية التي قام بها شارون ضد الفلسطينيين قدمت لتنظيم القاعدة فرصة كان ينتظرها منذ فترة طويلة في محاولة توحيد المسلمين ضد أمريكا.

بوش ومواجهة التهديد الإسلامي
في هذه الأثناء، كانت ثورة المحافظين الجدد في واشنطن قد أقلقت السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وهي السياسة التي عادة ما تستند على عمودين مزدوجين هما الأمن الإسرائيلي ونفط الخليج. بينما تجري في المملكة العربية السعودية وأفغانستان، تحولات في المذهب الإسلامي المتطرف التابع لبن لادن والظواهري واللذين قاما بنقل حلبة العمل الإرهابي من البلاد الإسلامية إلى بلاد الغرب، وأعلن الراديكاليون الإسلاميون الجهاد ضد أعدائهم أينما وجدوا في العالم. وهنا يفحص كيبل تأثير الإرهاب العالمي والعمليات العسكرية الناجمة عنه لمحاولة إيقاف مده وتغيير مجراه.

وأثار كيبل تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة على مخاطبة تحدي الشرق الأوسط بنفس البلاغة التي استخدمتها في الحرب الباردة، لكشف الصدوع في الأيديولوجية الإرهابية وتكتيكاتها. أخيرًا، يقترح كيبل مخرجا من مستنقع الشرق الأوسط الذي حصر في مثلثه اهتمامات كل من الإسلاميين، والغرب والصفوة الحاكمة من العرب والمسلمين. ويوضح كيبل شروط قبول إسرائيل كدولة، وشروط انتشار الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية والعربية، وفوز الغرب بعقول وقلوب المسلمين.

مسلمو أوروبا
لقد فشلت أمريكا حتى الآن في كسب المعركة من أجل العقول والقلوب في العالم الإسلامي فشلاً ذريعاً. وفي هذه المعركة يلعب مسلمو أوروبا البالغ عددهم حوالي مليون مسلم دوراً هاماً. فإذا أحسوا بأن الحكومات والمجتمعات الأوروبية تحاربهم بسبب ديانتهم فإن ذلك سيدفعهم بلا شك إلى أحضان التطرف، ولن يكون ذلك بلا شك في مصلحة أمريكا والغرب. لكن كيبل يختم كتابه بنظرة تفاؤلية إلى حد ما. فهو يرى في تحول الجيل الجديد من المسلمين في أوروبا للانغماس في الحركة السياسية الأوروبية إشارة إيجابية تدعو للتفاؤل، لأن هؤلاء المسلمين الأوروبيين ربما يتمكنون من "تقديم وجه جديد للإسلام ـ متصالح مع الحداثة ـ للعالم الأوسع. ويبدو أن هذا الأمل هو القشة التي يحلم بها المسلمون والغرب على حد سواء.