29.8.07

اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية

The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy

اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية


المؤلف: ستيفن فولت وجون ميرشهايمر
الناشر: Farrar, Straus and Giroux
تاريخ النشر: 27 أغسطس 2007


الفكرة المركزية التي يتناولها كتاب: "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية" هي أن السياسة الخارجية الأمريكية تحدد من قبل المنظمات اليهودية والصهيونية. ويؤكد المؤلفان، وهما من كبار المختصين الأمريكيين في السياسة الخارجية، إلى أن اللوبي اليهودي يؤثر بشكل حاسم على السياسة الأميركية وخصوصا في الشرق الأوسط، وأن هذا التأثير يلحق الضرر ليس فقط بالولايات المتحدة وإنما كذلك بمصالح إسرائيل وتحديدا بعد ان غاصت في الوحل العراقي وبعد خسارة الدولة العبرية في المواجهة العسكرية الصيف الماضي مع حزب الله اللبناني.

إسرائيل عبء ثقيل على أمريكا
ويتابع المؤلفان انه وبعد انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي سابقا وبين الولايات المتحدة فان إسرائيل تحولت إلى عبء ثقيل جدا علي الاستراتيجية الأمريكية، ولكن الساسة في أمريكا لا يجرؤون علي الاعتراف بذلك بصورة علنية خشية ان يتعرضوا لضغوطات وعقابات من اللوبي الصهيوني، علي حد تعبيرهما.

ويقول المؤلفان في كتابهما أيضا ان اللوبي الصهيوني يتركب من يهود أمريكيين، الذين يبذلون جهودا جبارة من اجل إخضاع السياسة الخارجية الأمريكية لمصلحة الدولة العبرية، ويعملون بشكل مكثف علي ان تتماشى مع السياسة الإسرائيلية ومصالحها التكتيكية والاستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، جاء في الكتاب ان اليهود الأمريكيين أقاموا سلسلة كبيرة من المؤسسات من بينها الايباك، الأكثر قوة، وهذه المؤسسات برمتها، يؤكد المؤلفان، تدعم السياسة الخارجية لحزب الليكود اليميني، الذي يتزعمه الآن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتنياهو، والذي وفق استطلاعات الرأي العام في إسرائيل، فانه الأوفر حظا للفوز بمنصب رئيس وزراء إسرائيل في الانتخابات التشريعية القادمة.

اللوبي وتحديد السياسات الأمريكية
ويؤكد المؤلفان أيضا ان المنظمات اليهودية المؤثرة علي السياسة الخارجية الأمريكية، تدعم بشكل كبير سياسة الاستيطان والتوسع في المناطق الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967. ويقول المؤلفان أيضا في الكتاب انه من الناحية الديمقراطية فلا غضاضة بأن تقوم تنظيمات معينة بالضغط علي الحكومة لتلبية طلباتها، ولكنهما يدعوان إلى ان تطرح القضية وبقوة علي الرأي العام الأمريكي ليتخذ القرار المناسب.

ويشمل الكتاب فصلا كاملا عن الحرب الثانية علي لبنان وعن الدور الإسرائيلي في تأليب الأمريكيين علي إيران، وفيه يكشف المؤلفان النقاب عن ان ايباك هي التي حددت السياسة الأمريكية خلال العدوان علي لبنان، ومنعت الولايات المتحدة الأمريكية من اتخاذ قرار بوقف العدوان في وقت اقصر بكثير مما استمر. ويشيران فيه كذلك إلى ان التدخل الذي قامت به منظمة ايباك الصهيونية تبنت الخارجية الأمريكية موقفها ومنعت إسرائيل من العودة إلى مفاوضات السلام مع سورية ومع القوي المعتدلة في إيران.

ويقول المؤلفان إنه "بسبب انتهاء الحرب الباردة، باتت إسرائيل عبئا يثقل كاهل الولايات المتحدة من الناحية الاستراتيجية. ومع ذلك ليس هناك سياسي طموح يجرؤ على الإقرار بذلك علنا أو حتى إثارة مثل هذا الاحتمال". ويعزو سبب ذلك إلى القوة الكبيرة التي يملكها اللوبي المناصر لإسرائيل في الولايات المتحدة. ومع ذلك يرى الكاتبان أن جماعات الضغط هي جزء من النظام الديموقراطي الأميركي، غير أن وضعها يستحق نقاشا عاما حول مدى خدمة اللوبي الإسرائيلي أو ضرره على الولايات المتحدة.

ليست هناك تعليقات: