7.10.07

قنبلة إيران الموقوتة: حماسة ملالي إيران للتدمير

The Iranian Time Bomb: The Mullah Zealots' Quest for Destruction

قنبلة إيران الموقوتة: حماسة ملالي إيران للتدمير


المؤلف: مايكل ليدين
الناشر: Truman Talley Books
تاريخ النشر: 4 سبتمبر 2007


يناقش مايكل ليدن الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تنتهج سياستها الجريئة مع جمهورية إيران الإسلامية. ويورد في كتابه أدلة قوية على التعاون بين إيران والقاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية السنية، وأن الرئيس الإيراني أخذ بعين الاعتبار هدفه في قتل الغربيين واليهود المتواجدين في الشرق الأوسط. كما يتناول الكتاب العلاقة بين إيران والعراق بعد الغزو الأمريكي للأخيرة، وعلاقة إيران مع حزب الله، وسياسة واشنطن تجاه إيران.

إيران والعالم السني
يسرد المؤلف مجموعة من الأحداث التي حصلت بعد الثورة الإيرانية والتي تشير إلى طبيعة العلاقة التي حكمت إيران بالعالم السني، ومنها أحداث الشغب التي قام بها الحجاج الإيرانيون في مكة المكرمة في نوفمبر 1979 وأخذهم للمئات من المصلين كرهائن ومطالبتهم بإزاحة العائلة المالكة السعودية عن الحكم. وبعد أسبوعين من القتال المرير ونتج عنه مقتل 250 شخصا بمن فيهم حراس سعوديين، وجرح المئات.
ويضيف المؤلف بأن قوات حراس الثورة الإيرانية التي أسسها الخميني كانت تستخدم كذلك لمهام صعبة كالقمع الداخلي أو للإرهاب الخارجي و أنه من المثير حسبما يورد أن هذه القوات تم تدريبها وتنظيمها في السبعينيات على يد ياسر عرفات السني.
وفي 1996 وجدت قوات الناتو البريطانية كتاب إرشادي لتدريب الإرهابيين من السنة في البوسنة، والكتيب الإرشادي كان من إنتاج المخابرات الإيرانية واستخدم لتدريب مليشيات القاعد في السودان. واحتوى الكتاب على فصول تراوحت بين الاتصالات السرية إلى مهارات الاختطاف وخلق خلايا إرهابية لتنفيذ هجمات متزامنة.
كما يبرز المؤلف العديد من الأمثلة على الأحداث الإرهابية والأدلة على العلاقة الإيرانية القوية مع جماعة القاعدة. ومن ذلك ما أورده عن قائد القاعدة السني في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي أسس شبكته الإرهابية العالمية حينما كان في إيران وغير ذلك الكثير.

إيران والعراق
يقول المؤلف أن القوات الأمريكية في العراق تأكدت بالأدلة أنه في عامي 2006 و 2007 قامت إيران بدعم الميليشيات السنية والشيعية في العراق. ويرى أنه في حال خرجت القوات العسكرية الأمريكية من العراق فإن سلطة الجمهورية الإسلامية ستتمدد في العراق بطريقة دراماتيكية. وقد أنشأ الملالي من الآن تحالفا استراتيجيا مع نصف الكرة الغربي مع كوبا وفنزويلا وتعمل عن قرب مع روسيا والصين شرقا. ويتخوف المؤلف من سيناريو انتصار إيران على "الشيطان الاكبر" في العراق والذي قد يجبر البلاد الشرق أوسطية الصغيرة ذات العدواة التقليدية مع إيران أن تتوصل إلى اتفاق مع طهران مما يجعل المنطقة عدائية للولايات المتحدة وحلفاءها وأصدقاءها.

إيران وحزب الله
يعتقد المؤلف أن حزب الله يشكل الأداة الرئيسية للإرهاب الايراني. وهو الحزب الذي أنشأ في لبنان عقب الثورة الإيرانية بفترة وجيزة. وقام حزب الله بعدد من الأعمال الإرهابية ضد المصالح الغربية في لبنان وخارجها بدعم من إيران. ووضع أمثلة على هذه الأعمال.
ويرى أن الإسرائيليين قد تفاجأوا بالقوة والتطور التكنولوجي العسكري الذي يمكله حزب الله خلال الحرب معه في صيف 2006. وقد كشف الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يستخدم أدوات إلكترونية للمراقبة تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات وإيران هي من زوده بها. كما استخدم حزب الله محطتي تنصت جديدتين لمراقبة ورصد الاتصالات الإسرائيلية خلال الحرب، وأن هناك محطتان ستكونان جاهزتان للعمل خلال المواجهة القادمة بين حزب الله وإسرائيل حسبما يورد المؤلف. ويؤكد كذلك أن الخطر الايراني ضد إسرائيل يتمثل في حزب الله الممول من قبلها، وفي حماس والجهاد الإسلامي.

إيران في أمريكا
يرى الكاتب ان هناك جواسيس إيرانيين في الولايات المتحدة. ففي أبريل 2007، تم اعتقال أحد القوميين الإيرانيين واسمه محمد ألافي أثناء تزويد إيران بتصميم أرضية أكبر محطة طاقة نووية في أمريكا. ويضيف أن الكثير من الدبلوماسيين الإيرانيين في الأمم المتحدة تم طردهم من مدينة نيويورك عندما وجدوهم يلتقطون صورا لمحطات القطار و أنفاقها. ويحذر المؤلف من التفاخر الايراني باكتشاف نقاط الضعف الأمريكية وأنها ستكون جاهزة لمهاجمة أمريكا في الظروف المواتية.

سياسة واشنطن الإيرانية
يرى المؤلف أنه خلال السنوات التسع وعشرين الماضية تم السماح لإيران ببناء قوتها وتجهيز نفسها لقتالنا على يد المسؤولين الأمريكيين. وقد باع الرؤساء الأمريكيين من كارتر وكلينتون وريجان الأسلحة مباشرة إلى إيران، أو سمحوا للآخرين ببيعها لإيران. ولم يبادر أي من الرؤساء الأمريكيين إلى تحدي حقيقي لإيران ما بعد الثورة. ولم تدفع إيران الثمن لقاء مهاجمتها أهدافا أمريكية إلا مرة واحدة عندما قامت السفينة الأمريكية صامويل روبرت بضرب المنجم الايراني في الخليج "الفارسي" عام 1988. ولم ينادي أي رئيس أمريكي لتغيير النظام في إيران. ولم يدعم أي مسؤول أمريكي جماعات المعارضة الإيرانية. ويتأسف المؤلف انه حتى البث الفارسي لإيران أكثر انتقادا لأمريكا من رجال الدين الإيرانيين الفاشيين على حد تعبير المؤلف.
ويرى المؤلف أن المطلوب أكثر من فرض عقوبات على إيران وأنه لا بد من تغيير النظام الإيراني، كما يجب ان تستمر الولايات المتحدة في توفير الدعم التكنولوجي والمالي لكل من العمال والمدرسين والطلبة والمنظمات الإيرانية وكل من يظهر رغبة في الديمقراطية وشجاعة للقتال من اجلها في إيران.
ويحذر المؤلف من الخيارات الصعبة التي ستواجهها الإدارة الأمريكية الحالية أو التالية وهي: ضرب إيران قبل ان تتمكن من الحصول على الأسلحة الذرية، وللأسف فإنه بعد 30 سنة من السياسة الأمريكية الفاشلة قد تكون المواجهة محتومة عمليا. ومثل الحروب الأيديولوجية الأخرى التي قامت في القرن العشرين، ستنتهي هذه الحرب فقط عندما يخسر أحد الطرفين.

المؤلف في سطور:
مايكل أ. ليدين، محلل سياسي مشهور و مطلع بدرجة كبيرة على منطقة الشرق الأدنى، عالم مقيم في معهد المؤسسات الأمريكي. هو مؤلف كتاب: "ميكافيلي على القيادة الحديثة" و"الشخصية الأمريكية" . يشارك في مجلة وول ستريت، يعيش و يعمل في واشنطن العاصمة
.
إعداد: أسماء ملكاوي