18.4.06

عندما حكمت بغداد العالم الإسلامي


عندما حكمت بغداد العالم الإسلامي: نهوض وسقوط أعظم السلالات الحاكمة في الإسلام

When Baghdad Ruled the Muslim World: The Rise And Fall of Islam's Greatest Dynasty


تألبف: هوج كينيدي
الناشر: بيرسويس بوكس جروب
تاريخ النشر: 30 مارس 2006



بغداد بين الأمس والحاضر
تعيش العاصمة العراقية "بغداد" هذه الأيام أوضاعا عصيبة، وأصبحت تعني عند الكثيرين مكانا للفوضى والعنف والقتل، ولكنها وقبل أكثر من ألف عام، ولنحو خمسة قرون كانت بغداد عاصمة للعالم الإسلامي، ومركز حضاريا ومنارة ثقافية في مجالات الفنون والعلوم، وكانت بغداد آنذاك، بحق، مدينة للأحلام والفرص اللا محدودة.

هذا ما يحاول ان يبرزه الكاتب والمؤرخ البريطاني المشهور هوج كينيدي في كتابه "عندما حكمت بغداد العالم الإسلامي" وكينيدي زميل أكاديميّة إدنبرة الملكية، وأستاذ التاريخ الشرق أوسطي في جامعة القديس أندروز، ومؤلّف كتاب "المغول والهون والفايكنغ"

بغداد عاصمة الخلافة العباسية
تأسست بغداد عام 762م على يد الخلافة العباسية، بعد هزيمتها للخلافة الأموية مستندة على نسبها إلى عائلة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، فمؤسس الدولة العباسية وخليفتها الأول هو أبو العباس عم الرسول. وفي كتابه هذا يطلع كينيدي القراء غير المختصين على جزء هام من التاريخ الإسلامي وهو أول قرنين من حكم الخلافة العباسية التي دامت خمسة قرون من العاصمة بغداد، وهي معروفة ربما للغربي بالمكان الأثري لحكايات ألف ليلة وليلة.
لقد شكل القرنين الثامن والتاسع عشر بحق عصرا ذهبيا للإسلام، وإضافة هامة لتاريخ العالم، فقد امتدت حدود الخلافة العباسية من تونس غربا إلى الهند شرقا، وكان لارثها الحضاري دورا بارزا في التأثير في السياسة والمجتمع لسنوات عدة.
وفي كتابه هذا قدم لنا كينيدي عرضا للتاريخ الغني والثقافة المزدهرة لهذه الحقبة التاريخية دون ان ينسى تقديم مجموعة من الشخصيات الهامة والتي لعبت دورا تاريخيا في هذه الحقبة التاريخية، من أمثال الخليفة هارون الرشيد، والملكة زبيدة.

ولا يعتبر طرح كينيدي في هذا الكتاب سردا تاريخيا جافا بقدر ما هو سرد لقصص وأحدث كاملة تحدثت عن الحب، والسلطة، والفساد، وتنافس الأخوة، والمكائد السياسية. وبالوقت ذاته قدم كينيدي عملا إحيائيا للأبعاد الإنسانية لهذه الحقبة الزمنية، فإلى جانب تناوله المناخ السياسي السائد آنذاك وقرارت الخليفة المختلفة، بشأن إعلان شن الحرب من عدمه، عرض كينيدي لحريم هارون الرشيد وغيرها، كما قدم طرحا دقيقا عن الثقافة العامة، وجوانب الحضارة الإسلامية المزدهرة آنذاك.

سقوط بغداد
وبحساسيته للأخطاء المنهجية للعديد من المصادر التاريخية المتاحة، يوازن كينيدي بين روايات المديح للمنتصرين وراويات الإدانة للمنهزمين من أجل تقديم رواية اقرب ما تكون إلى الواقعية مبرزا من خلالها دوافع وشخصيات الخلفاء ووزرائهم وحتى خدام المحاكم آنذاك.
ويروي صراع التعاقب على كرسي الخلافة، مع بعض التفصيل حول التوترات السياسية التي تحدث مباشرة إلى ان تنتهي خلافة أحدهم بشكل رهيب في غالب الأحيان. كما ألقى الضوء وبشيء من التفصيل على سقوط بغداد في نهاية الأمر. وإذ توقف كينيدي عند حد عام 935 تاركا الخلافة العباسية ضعيفة منهارة بسبب صراع خلفائها على العرش، يقر كينيدي ان الخلافة العباسية مع هذا الفشل الذي آلت إليه فقد أنتجت ثقافة غنية خاصة بالمحاكم، إلى جانب الإرث التاريخي الذي ازدهر في هذه الفترة لا سيما في مجالات الشعر والغناء والطراز المعماري.

إعداد: أسماء ملكاوي