24.12.06

المملكة الأمريكية

America's Kingdom: Mythmaking on the Saudi Oil Frontier
المملكة الأمريكية: صناعة الأسطورة على حدود النفط السعودي

اسم المؤلف: روبرت فيتاليس
الناشر: ستانفورد يونيفرستي برس
تاريخ النشر: الطبعة الأولى 16 أكتوبر 2006


يعيد كتاب "المملكة الأمريكية: صناعة الأسطورة على حدود النفط السعودي" كتابة تاريخ العلاقة الأمريكية- السعودية، ويعرض لهذه العلاقة في إطار أوسع تشمل المصالح الاقتصادية الأمريكية في الخارج. ويقدم نظرة جديدة للدوافع والوسائل التي شكلت هذه العلاقة. فالعلاقات الأمريكية- السعودية مثيرة للجدل على أكثر من صعيد خصوصا مع تزايد موجات الإرهاب في العالم؛ ولكن النفط السعودي وحاجة الولايات المتحدة الأمريكية للطاقة ساهما إلى حد بعيد في صياغة هذا العلاقة الجدلية عبر التاريخ.

"أرامكو" المشروع الأمريكي الأكبر في الخارج
ومقرا بصعوبة التمييز بين الحقائق والأساطير في الحديث عن القضايا الاقتصادية والجيوبوليتيكية ذات العلاقة بالنفط، يكشف روبرت فيتاليس مجموعة من الأساطير التي تحيط بالعلاقة الخاصة التي تربط الولايات المتحدة الأمريكية بالمملكة العربية السعودية في الوقت الحالي والتي يمكن تسميتها "بالاتفاق: النفط مقابل الأمن". مصوبا هدفه نحو الاعتقاد السائد (الأسطورة) منذ وقت طويل بشأن شركة النفط العربية الأمريكية "آرامكو" من إنها صنعت المعجزات في الصحراء. موجها نقدا مبطنا لهذه الشركة ومتهما إياها بالعنصرية.

ويوضح فيتاليس حقيقة أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية مدفوعة بحاجتها الحيوية للنفط قد ألحقت شركة "أرامكو" بالمملكة العربية السعودية، وجعلها تقوم بدور المدافع عن السعودية. حيث وافق الرئيس الأمريكي آيزنهاور على تدريب الجيش السعودي، كما أرسل الرئيس جون كنيدي الطائرات لحماية المملكة السعودية والدفاع عنها، مثلما وافق الرئيس جونسون على بيع السعودية الصواريخ المتطورة. ويختصر المؤلف تلك العلاقة بالقول إن النفط وآرامكو أصبحا بسرعة أكبر مشروع أمريكي خاص ووحيد في الخارج.

وروبرت فيتاليس هو أستاذ مشارك للعلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، ومؤلف للعديد من الكتب منها "عندما يتساقط الرأسماليون: صراع الأعمال ونهاية عصر الأمبراطورية في مصر" في عام 1995، وكذلك هو محرر مشارك في كتاب " الحكاية المضادة: التاريخ والمجتمع المعاصر والسياسة في السعودية واليمن" في عام 2004.

"أرامكو" وتاريخ التمييز العنصري
يبدأ الكتاب بعرض العلاقات الأمريكية- السعودية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بدءا بتأسيس نظام "جيم كرو" للتمييز العنصري (قوانين اضطهاد الزنوج) في مخيمات عمال النفط في الظهران، ويذهب المؤلف في كتابه إلى فترة عدم الاستقرار التي سادت بين عامي 1950 و 1960 عندما احتج العمال على التسلسل الهرمي العنصري في مخيمات العمال في شركة "أرامكو" في الوقت الذي استطاع فيه عدد من التقدميين السعوديين تحدي الطبقية والتمييز في سوق النفط العالمية. مشيرا إلى أن هزيمة هذه الفئة وفشلها في تحقيق مطالبها ساهم في تعزيز وتوطيد دعائم "المملكة الأمريكية" تحت مظلة "البيت الفهدي" وحكم آل سعود الذي ما زال مستمرا حتى اليوم.
وكتاب "المملكة الأمريكية" يعتبر قصة ممتعة تغطي حكاية عمرها يمتد زمنيا لأكثر من سبعين عاما وجغرافيا ثلاث قارات، إلى جانب عدد من الشخصيات. ويستند الكتاب في سرده لتاريخ العلاقات الأمريكية- السعودية منذ بدايات تأسيس شركة "أرامكو" لمعلومات موثقة من موظفين كبار في الشركة نفسها ومسؤولين كبار في الحكومة الأمريكية. وهو بذلك يروي القصة الحقيقية للأحداث التي حصلت في حقول النفط السعودية. وبعد هذا الكتاب سيكون على صانعي الأسطورة الخاصة بآرامكو أن يعملوا بجهد أكبر لإعادة صياغة روايتهم عن آرامكو عن كونها شركة سحرية صالحة وذات سمعة عالية تمكنت من صناعة المعجزات!!

ليست هناك تعليقات: