26.12.06

هوغو شافيز: النفط، والسياسة، وتحدي الولايات المتحدة الأميركية

Hugo Chavez: Oil, Politics, and The Challenge to the United States
هوغو شافيز: النفط، والسياسة، وتحدي الولايات المتحدة الأميركية

المؤلف:نيكولاس كوزلوف
الناشر: بلغراف ماكميلان
تاريخ النشر: 7 أغسطس 2006

يقدم الكاتب والمناضل اليساري المناهض للعولمة, نيكولاس كوزلوف في كتابه الجديد سيرة حياة رئيس فنزويلا هوغو شافيز الذي يطمح للحلول محل فيديل كاسترو كزعيم للتيار اليساري في أميركا اللاتينية وكمناهض أساسي للإمبريالية الأميركية.

من هو شافيز ?
ولد عام 1954 في مدينة سابانيتا بفنزويلا. وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه استطاع أن يتوصل إلى رئاسة هذه البلاد عام 1998 وهو لم يتجاوز الرابعة والأربعين بعد. وهذا دليل على مدى جرأته وقوة شخصيته وحسن تخطيطه. وقد ولد هوغو شافيز في عائلة تنتمي إلى البرجوازية الصغيرة لأن والديه كانا معلّمي مدرسة, وهو متزوج وله أربعة أطفال.
ويردف المؤلف قائلا: في عام 1992 نظم شافيز محاولة انقلاب ضد الرئيس كارلوس اندريس بيريز. ولكنه فشل وقبض عليه وأودع في السجن لمدة عامين. وفي عام 1994 انتخب الرئيس الجديد للبلاد رافائيل كالديرا. وقد نفذ ما وعد به أثناء حملته الانتخابية أي إطلاق سراح شافيز من السجن. وما أن استرجع شافيز حريته حتى أسس حزبا سياسيا يدعى الحركة من أجل الجمهورية الخامسة. وعلى رأس هذا الحزب استطاع أن يصل إلى السلطة عن طريق الانتخابات الشرعية بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ وقد كان شعاره أثناء الحملة الانتخابية: "أنا طاعون الأوليغارشية المتسلطة وبطل الفقراء". والأوليغارشية تعني هنا حكم الأقلية ذات الامتيازات والتي تمص دم الشعب. وبالتالي فالرجل كان له برنامجه السياسي ويعرف فعلا ماذا يريد لشعب فنزويلا.‏

فنزويلا: البترول والفقر
ويورد الكتاب أنه على الرغم من أن فنزويلا هي ثالث بلد في العالم كمصدر للبترول إلا أن 80 بالمئة من سكانها يعيشون تحت مستوى عتبة الفقر! وهذا الوضع غريب فعلا وغير مفهوم. ولكن إذا ما نظرنا إلى حقيقة الواقع داخل المجتمع الفنزويلي فهمنا السبب. فهذا المجتمع مقسوم إلى قسمين أساسيين؛ قسم النخبة المترفة المرتبطة بصناعة البترول وطبقة رجال الأعمال ورؤساء الشركات ووسائل الإعلام المحلية. وهذا القسم منظم جيدا ومرتبط بالخارج ومعاد لشافيز ومحب لأميركا, وهو الذي يتمتع بخيرات البلاد وثرواتها. أما القسم الثاني فيشكل أغلبية الشعب الفقير التي رفعت شافيز إلى سدة الحكم. ولهذا السبب فإن الإصلاحات الاقتصادية التي أعلنها كانت تهدف إلى تحسين أوضاع الشعب. ولكن الطبقات العليا المسيطرة أعلنت العداء لها ونظمت إضرابا عاما شلّ البلاد. وعندئذ ألقى شافيز خطابا قال فيه: أن البلاد منخرطة في صراع مرير ما بين الحياة والموت, ما بين الماضي والمستقبل, ما بين القوى الرجعية والقوى التقدمية. ولن تنالوا حقوقكم قبل سحق قوى الباطل والاستعلاء والاستبداد. ثم ترجم شافيز كلامه على أرض الواقع عندما قام بتسريح سبعة مديرين كبار من الشركة الوطنية الفنزويلية للبترول. وقد ساهمت هذه القرارات في زيادة النقمة على الرئيس في الأوساط العليا النافذة. فالأغنياء لا يحبون أن يمس أحد امتيازاتهم ولذلك نظموا انقلابا ضده بتاريخ 12 أبريل من عام 2002. وقد نظمته كوادر الشركة الفنزويلية للبترول ودعم سفارة الولايات المتحدة الأميركية في كاراكاس بمعنى آخر فقد تألبت عليه الطبقة البورجوازية والرأسمالية المرتبطة بالخارج والمعادية للشعب عموما.‏

شافيز وقوى المعارضة
ثم سارت مظاهرة ضخمة بقيادة قوى المعارضة باتجاه القصر الجمهوري, ولكنها اصطدمت أثناء الطريق بمظاهرة مضادة منظمة من قبل أنصار شافيز, وحصلت صدامات عديدة. واستغلت بعض العناصر الفاسدة هذا الجو المضطرب ففتحت النار على الجماهير المحتشدة. وسقط العديد من القتلى والجرحى. وفي المساء وجه القادة العسكريون إنذارا لشافيز لكي يستقيل, فرفض. وهكذا أصبحت البلاد على حافة الحرب الأهلية. وعندئذ قبضوا عليه بالقوة ووضعوا شخصا آخر محله. ولكن لحسن حظ شافيز فإن شعب فنزويلا لم ينسه, فقد نزل إلى الشارع بكل قوته عندما سمع بخبر الانقلاب عليه, وأجبر جميع القادة العسكريين على التراجع. كما وأسقط الرئيس العميل وطالب بإعادة الرئيس الشرعي إلى القصر
الجمهوري. وهكذا تحول هوغو شافيز إلى نوع من كاسترو جديد, ولكن بشكل ديمقراطي هذه المرة لا بشكل شيوعي.‏

سياسة شافيز مع الشعب
ويرى المؤلف أن فقد شافيز اكتسب ثقة الشعب بالفعل لأنه يحب الشعب ويرغب في تحسين أوضاعه الاقتصادية وإخراجه من حالة الفقر المدقع. ومعلوم أن شافيز دعا إلى تحقيق الوحدة مع عدة دول في أميركا اللاتينية ومن بينها البرازيل بزعامة القائد اليساري «لولا». فهو يعلم عليم اليقين أن مستقبل دول أميركا اللاتينية مشترك وأن الولايات المتحدة لن تحترمها إلا إذا توحدت. وأما فيما يخص السياسة الخارجية فإن السمة الأساسية لتحركات شافيز هي العداء الصريح للولايات المتحدة وبوش شخصيا, وهذا ما يقربه من كاسترو.‏
ومعلوم أن شافيز رفع دعوى ضد واشنطن بتهمة مشاركتها بشكل مباشر في انقلاب عام 2002 ضده, فسفارتها تحولت إلى وكر للتآمر والتجسس على البلد المضيف. وكل هدفها هو السيطرة على ثروات فنزويلا, وبخاصة آبار البترول, من أجل تحسين أوضاعها الاقتصادية وإرضاء شركاتها الرأسمالية العابرة للقارات, وهي شركات لا تشبع بطبيعة الحال مهما امتصت من دماء الشعوب.‏

ليست هناك تعليقات: