29.8.07

الخلافة البلقانية القادمة: تهديد الإسلام الأصولي لأوربا والغرب


The Coming Balkan Caliphate: The Threat of Radical Islam to Europe and the West

الخلافة البلقانية القادمة: تهديد الإسلام الأصولي لأوربا والغرب

المؤلف: كريستوفر ديليسو
الناشر : بريغر سيكيورتي انترناشونال جنرال انترست – كلوث
تاريخ النشر: 30 يونيو 2007


في الوقت الذي تتركز فيه الأنظار على الصراع المتزايد في الشرق الأوسط والتهديد الإرهابي القادم من هذه المنطقة يحاول كتاب (الخلافة البلقانية القادمة) من إلقاء الضوء على خطر التهديد الإرهابي القادم من منطقة البلقان نتيجة ما يحاول إثباته من تركز جماعات أصولية في هذه المنطقة. ويرى الكاتب أن الغرب يواجه خطر إغفال أزمة واسعة جديدة وساحة حرب جديدة في الحرب الكبرى على الإرهاب، ألا وهي منطقة البلقان.

أمريكا جلبت الإرهاب إلى البلقان
هذه المنطقة – غير المستقرة تاريخيا- شهدت بعضا من أسوأ أحداث العنف في أواخر القرن العشرين أثناء الحروب التي نشأت في أعقاب تفكك دولة يوغسلافيا سابقا. ويرى المؤلف أنه خلال هذه الصراعات لعبت السياسات قصيرة النظر والمدفوعة سياسيا بشكل كبير للولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها دورا كبيرا في السماح للمجاهدين الإسلاميين وغيرهم من الجماعات المتصلة بالإرهاب من تأسيس موطئ قدم لهم في منطقة البلقان، على غرار ما فعله أسلافهم (طالبان) في أفغانستان قبل عقد من الزمان.

ويرى المؤلف أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت مناسبة لإعادة تقييم جزئية للسياسات الغربية عامة، ولكن يبدو أن الوقت تأخر فيما يخص تقييم هذه السياسات في منطقة البلقان. فقد كان لانتشار وتكاثر الجماعات الأصولية الأجنبية في البلقان تأثيرا كاسحا على المجتمعات الإسلامية التقليدية في المنطقة، إذ شكلت تحديا لشرعيتها بطرق مستحدثة وعنيفة في غالب الأحيان.

عوامل أخرى ساهمت في انتشار الإرهاب
ينتقد ديليسو النفاق السياسي الغربي نحو البلقان، ويكشف أن المنطقة أصبحت الآن مركز لتوزيع الهيرويين الأوربي، وقناة لمبيعات الأسلحة غير القانونية، ويوفر كلا الأمرين تمويلا يكفي للإبقاء على الإرهاب العالمي . كما يشير إلى استمرار المجموعات الممولة جيدا مثل الوهابيين والمسنود بالدعم السعودي من استغلال الانقسامات الداخلية داخل المجتمعات المحلية، ودور المنظمات الدولية في البوسنة وكوسوفو في تقوية قبضة جماعات المافيا المحلية وهم شركاء الأعمال للإرهابيين. وأسوأ ما في الأمر أن قوات حفظ السلام الغربية استمرت في اتباع عقلية عدم التدخل مما سمح للجماعات المتطرفة أن تعمل بشكل مطلق ومن دون تحديات تذكر.

وشكل تزامن الاتجاهات الثقافية والسكانية الإقليمية في البلقان مع مواقف عدائية متزايدة في عموم العالم الإسلامي ضد الأعمال العسكرية الغربية وإدراك الرموز التحريضية إزاءها، دلالة كبيرة على أن البلقان غير الخاضع للقانون والذي تحكمه الفوضى سيصبح مكانا ذو قيمة كبيرة كقاعدة استراتيجية للراديكاليين الإسلاميين طوال العقدين القادمين.

ويرى المؤلف أن استغلال الجماعات الراديكالية الإسلامية في البلقان لتكتيكات ما بعد القاعدة من الجهاد الموزع الذي يعتمد على خلايا صغيرة بدون قيادة مركزية (مقاومة بدون قيادة) والعمل على إعادة تشكيل المجتمعات الإسلامية بالعنف سيشكل تهديدا ملموسا وخطيرا للأمن الغربي.

المؤلف في سطور
كريستوفر ديليسو، صحفي أمريكي وكاتب سفر مقيم في البلقان عمل في التحقيق في الاتجاهات الإسلامية الراديكالية في المنطقة خلال السنوات الست الماضية، وخلال ذلك توصل إلى وجود تهديدات وجماعات ناشئة غير مكشوفة للعالم الخارجي. يحمل ديليسو درجة الماجستير في الدراسات البيزنطينية من جامعة أكسفورد وهو مدير موقع "Balkanalysis.com" الذي يعد أبرز موقع إخباري مستقل عن البلقان. ويعمل كمحلل للسياسات المقدونية لدى وحدة " ايكونميك انتيلجينس في لندن. نشرت مقالاته عن السياسات والاقتصاد والأمن في البلقان بشكل واسع في وسائل الإعلام الأمريكية والدولية.

ليست هناك تعليقات: