26.9.07

واثق جدا: رئاسة جورج بوش

Dead Certain: The Presidency of George Bush
واثق جدا: رئاسة جورج بوش


المؤلف: روبرت دريبر
الناشر: فري برس
تاريخ النشر: 4 سبتمبر 2007


يقدم هذا الكتاب رؤية داخلية للبيت الأبيض، ويبرز أهم معالم الفترة الزمنية المشحونة التي قضاها وما يزال جورج دبليو

بوش في هذا المكان وإدارته المرهقة للسياسة الأمريكية. وتلقى المؤلف تعاونا غير مألوف من البيت البيض في إعداد كتابه الحالي، واستطاع الدخول الى البيت الأبيض بشكل غير مسبوق، ومن مقابلة جورج بوش ست مرات كل منها لمدة ساعة، الى جانب مقابلة 200 من الشخصيات الأساسية في إدارته من ضمنهم لورا بوش، وديك تشيني، ودونالد رامسفيلد، وكوندوليزا رايس، وكارل روف، وغيرهم من الشخصيات المعروفة وغير المعروفة؛ ليتمكن دريبر من سرد قصة البيت الأبيض زمن بوش من الداخل، مع تركيز خاص على الجوانب الشخصية للرئيس التي أثرت على سير الأحداث داخل الولايات المتحدة وخارجها.
تحدث المؤلف في كتابه عن بدايات انتخابات سنة 2000، التي تحددت فيها شخصية المرشح وبالطبع مستقبل الحزب الجمهوري في المعركة الانتخابية في ولاية كارولاينا الجنوبية ضد عضو مجلس الشيوخ المرشح جون ماككين. ثم قدم مشاهداته الوثيقة للحيرة والارتباك الذي أعقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، ثم محاولات توفير الكهرباء لمدينة بغداد، وتحدث كذلك عن تجربة إعادة انتخاب الرئيس عام 2004، والمحاولة الفاشلة والمروعة لفحص نظام الضمان الاجتماعي في العاصمة، والتخبط في التعامل مع حادثة إعصار كاترينا، وانحدار الوضع في الحرب على العراق.

بعد الرئاسة: خطب لجمع الأموال
كشف كتاب دريبر عن الدور الذي يفكر الرئيس جورج بوش جديا في أدائه بعد مغادرته رئاسة الولايات المتحدة. ويورد على لسان بوش: "سألقي بعض الخطب من اجل تعزيز موقفي المادي." علما بأنه صافي أصول ما يملكه بوش يقدر ما بين 8 – 21 مليون دولار حسبما يورد بعض النقاد. وكشف بوش ان والده الرئيس الأسبق جورج بوش يتقاضي ما بين 50 إلى 75 ألف دولار عن كل خطاب يلقيه، وقال إن الرئيس السابق بيل كلينتون قد جمع مالا كثيرا عن نفس الطريق. كما أفصح بوش عن نيته شراء مبنى جميل في مدينة دالاس بولاية تكساس لتأسيس ما وصفه بـ "معهد الحرية" لتدريب القادة الشباب من مختلف أنحاء العالم عن الديمقراطية.

بوش والعراق وجوانب من شخصيته
يعترف بوش للمؤلف بالخطأ الكبير الذي ارتكبه في العراق وهو قرار حل الجيش العراقي. ويعترف كذلك بأن بعضا من قراراته لم تحظ بالتأييد والموافقة من قبل الكثيرين.
ويوضح كتاب دريبر أن الرئيس بوش يكره النقد والأخبار السيئة، والكتاب مليء بالأمثلة على ذلك، من حرب العراق إلى الإعصار كاترينا – حيث كثيرا ما يفشل مساعدو بوش في تسليم المعلومات المحزنة إلى الرئيس ويفشلون كذلك في إقناعه أن يتقبل ويتصرف بسرعة مع التطورات البائسة.
وقد أخبر أعضاء مجموعة دراسة العراق المؤلف أن الرئيس لا يحب سماع أخبار ووقائع الحرب في العراق، وأن أحد أعضاء المجموعة قال لهم أنه علينا كتابه تقارير تعكس وجهات نظر الرئيس.
أما عن أفضل طريقة لإقناع الرئيس بأي فكرة، وحسب مساعدي بوش هو إخباره "أن هذا القرار سيكون تحديا حقيقيا وصعبا". وقد استخدم رامسفيلد هذه الحيلة في إقناع الرئيس بأفكاره من تحويل القوات المسلحة و الدخول في العراق بقوة سريعة خفيفة، وقد نصح رامسفيلد زملائه نصيحة متشابهة أنهم إذا أرادوا دعم الرئيس لأي من مبادراتهم، فما عليهم سوى إبرازها على أنها شيء جديد وكبير.
يتطرق المؤلف الى قصة محاولة بوش الفاشلة في الكونجرس في عام 1978، ومن ثم قرار بوش الجري بالترشح ضد الديمقراطي كنت هانس في تكساس، والذي خسر فيها كذلك على نحو سيئ. وعلى هاتين الحادثتين يشرح بوش قراره لدريبر بقوله: "لا يمكن أن تتعلم الدروس بالقراءة. أو على الأقل أنا لا أستطيع. أنا تعلمت من خلال العمل، لم يكن لدي خوف من الخسارة أبدًا".
ويعلق النقاد على ذلك بأنه لو قضى الرئيس وقتا أكثر في دراسة العراق وأعطى وقتا أقل للعمل ضد العراق، فربما ستكون النتيجة مختلفة فيما يخص اتخاذ الإجراء العسكري.

انتقادات
وقد انتقد العديد من المفكرين والكتاب ما ورد في كتاب دريبر معتقدين أنه في هذه المرحلة المتأخرة من حكم الرئيس جورج بوش، لا توجد أهمية لكتاب كامل عن بوش وشخصيته بدون محاولة الإجابة على سؤالين مهمين لم يفلح المؤلف في طرحها او تحصيل إجابات شافية لهما في كتابه، وهما: منذ بدايات الحملة الرئاسية لجورج بوش عام 1999 هناك شعور لدى الناس بأن جورج دبليو بوش غبي، فهل هو كذلك بالفعل؟ والسؤال الثاني: يتعلق بفترة الخمس سنوات الأخيرة وهو لماذا قرر غزو العراق. وما هو سبب النقلة المفاجئة من الحرب على القاعدة الى التركيز المنفرد على صدام حسين والعراق؟
كما يرى النقاد أن الكتاب عن انتخابات ساوث كارولاينا 2000 ودمار حملة ماككين، وفوز بوش المتنازع عليه في نحو نصف صفحة. لكنه لم يتعمق في الحسابات الدموية داخل البيت الأبيض من أجل استغلال أحداث 11 سبتمبر والعراق لأغراض الحملة الانتخابية في عامي 2002 و 2004. في المقابل تحدث المؤلف عن تحدي توليد الكهرباء في العراق المحتل في فصل كامل.

المؤلف في سطور:
روبرت دريبر كان مراسلاً وطنيا لمجلة جي كيو خلال العشر سنوات الماضية، وقبيل ذلك كان محررا كبيرا في مجلة "تكساس مونثلي". يعيش في واشنطون دي سي، كتب اول مرة عن بوش عام 1998، عندما كان حاكم ولاية تكساس.

ليست هناك تعليقات: